Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب فضل من استبرأ لدينه

 

 

مع الحديث الشريف

باب فضل من استبرأ لدينه

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

     جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب فضل من استبرأ لدينه”

 

   سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى، يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه“.

     هذه رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يبين لكم فيها الأحكام، فمن هذه الأحكام ما هو واضح في الحلِّ، ومنها ما هو واضح في الحرام، ومنها ما ليس بواضح في الحلّ والحرام، وهذا هو المشتبه الذي لا يعلمه كثير من الناس، ويعلمه فقط من لديه علوم الفقه والأحكام.

                                                                                                           

أيها المسلمون:

 

   إن الخطر الذي قد يلحق بالمسلم يكون عادة من المشتبهات من الأحكام، فقد دخل العلماء إلى هذه المنطقة، واستغلوا جهل الناس بها وعدم تمييزهم بين الحلال والحرام، فاحلوا لهم وحرموا ليس طاعة لله؛ بل طاعة لأسيادهم الحكام، فأحلوا لهم الدخول في البرلمانات مثلا، وحرموا عليهم الخروج على الحاكم باعتباره ولي الأمر، ولو أكل المال وجلد الظهر، متغافلين عن سبب وجوده في الحكم ابتداء، فكانت هذه الفتوة كافية لأن يقبل المسلمون بهم حكاما وأولياء أمور ولو وقفوا مع ألدِّ أعداء الله من الأمريكان والروس والإنجليز ضد المسلمين في الشام والعراق وفلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، ولكن نقول: لقد فضح الفجر عتمة الدجى، ولم تعد تلك الفتاوى الهابطة مشتبهات، في زمن كشفت فيه الدماء الزكية الحقائق وأسقطت فيه الأرواح الصاعدة لبارئها الأقنعة.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشد على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم