لا يلومن حمدوك إلا نفسه
الخبر:
عقب عودته من أمريكا كشف رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد في مطار الخرطوم الدولي، عن وضع الولايات المتحدة الأمريكية 7 شروط، عند بدء التفاوض بخصوص إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب (قناة العالم – وكالات، الأحد 2019/12/08م).
التعليق:
لا حول ولا قوة إلا بالله، سبعة شروط دفعة واحدة! قال أحد الحكماء: (ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم… منهم طالب الخير من أعدائه…). رئيس الوزراء حمدوك زار الولايات المتحدة يرجو نوال هدفٍ اعتبره الساسة الأمريكان بعيد المنال، وهو رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية السوداء الخاصة بالدول راعية الإرهاب، ومنها السودان الذي وُضع في هذه القائمة سنة 1993م، وتم تكبيله بحبال يصعب قطعها، بل يستحيل الفكاك من خيوط نسجتها أمريكا بإحكام، إذ إن أمريكا ترى السودان ملكاً لها ولا يحق لأحد، حسب المفهوم الرأسمالي الخاص بالرئيس ترامب، أن ينال شيئاً من ثرواته، لا أوروبا ولا غيرها!! ثم بعد التحركات الجماهيرية التي أسقطت البشير، تقدمت أوروبا خطوة كانت غير متوقعة، عبر قوى الحرية والتغيير، يقودهم رئيس الوزراء حمدوك، لمزاحمة أمريكا في النفوذ. وأمريكا تدرك ذلك جيداً، إلا أن حمدوك تعامل مع أمريكا تعامل الجاهل الذي لا يدري ما هو فيه، ولم يدر أنه لن ينال شيئا من رأس الأفعى، الذي يلدغ كل البشرية بسمومه، فهو العدو اللدود للأمة الإسلامية بخاصة، وللعالم أجمع، فعاد حمدوك بخفي حنين. إن الأمريكان ﴿لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر﴾، وأظن أن حمدوك لم يسمع بهذه الآية، لكنه سمع ما لا يعجبه ممن لقيهم من الأمريكان، بل حُمِّل سبع مهام أخرى ثقال.
ولرفع الجهل السياسي عن كاهل حمدوك، فإني أنصحه، إن نفعت النصيحة، أن يسأل البشير، عن تجاربه مع أمريكا، فقد خاض البشير في هذا الملف، وكان الطلب واحداً فقط، هو توقيع اتفاق سلام مع المتمردين آنذاك، ثم (جرجروه) وماطلوه إلى أن بلغت الشروط (خمسة+1)، ولم يحصل على مبتغاه، بل مارست الضغوط عليه ليمرر مطلوباتها، وقد اعترف البشير في لقاء مع وكالة سبوتنيك الروسية في 2017/11/25م (إن الضغط والتآمر الأمريكي على السودان كبير…وتحت الضغوط الأمريكية انفصل جنوب السودان، يعني السودان انقسم) وأضاف: (الانقسام كان بضغط وتآمر أمريكي، والخطة الأمريكية هي تدمير السودان وتقسيمه إلى 5 دول). ثم كانت نهايته سلة مهملات التاريخ بوجه كالح السواد من الجرائم التي ارتكبها في حق أهل السودان، ولم تشفع له كل الخيانات والتنازلات! بل ألقته أمريكا بلا رحمة، فهل من معتبر؟! ويبدو أن أمريكا تسير في المنحى نفسه مع الحكومة الانتقالية.
لكن أمريكا قطعا لن تستطيع أن تحرك ساكناً وتلعب مع دولة مبدئية تقوم على أساس الإسلام، وكأني أرى مانشيتات إعلام الخلافة تبشّر المؤمنين بانضمام الولايات الشرقية لأمريكا طوعاً للعيش في دولة العدل والسلام والأمان.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يعقوب إبراهيم – الخرطوم