سفير بريطانيا في السودان وإعادة دور همفر ولورانس
الخبر:
صرح سفير بريطانيا في السودان أن تأمين حقوق المرأة شرط أساسي لاكتمال نجاح الثورة، في حفل أقامه تحت شعار “سودان آمن بدون نزاعات يحظى فيه الجميع بالحق في المواطنة المتساوية”، وذكر بيان السفارة البريطانية أن الحفل حضره العديد من الفاعلين في تحقيق التغيير من لجان المقاومة والمجتمع المدني والإعلاميين والسياسيين، إضافة إلى عدد من الوزراء وممثلي المجتمع الدولي. (شبكة سودان نيوز 2019/12/10م).
التعليق:
الغرب بما فيه بريطانيا يقوم على أساس المبدأ الرأسمالي الذي يعتبر المنفعة وحدها هي مقياس الأعمال، والمصلحة عندهم هي المقدسة، والغاية لديهم تبرر الوسيلة، فلا محرمات أو ممنوعات عندهم، وهم مستعدون لإحراق الشجر والحجر من أجل تحقيق مصالحهم، وكشف بعضهم بعضا ككتاب لعبة الأمم لمايلز كوبلاند، وكثير من وثائق ويكيليكس، أن العالم هو مسرح للتنافس الاستعماري بين دول الغرب الرأسمالي ما ينسف شعار هذه الحفلة الذي يخفي السم في الدسم.
أما نجاح الثورة وربط ذلك بتحقيق وجهة النظر الغربية عن المرأة فالأحداث في بلاد المسلمين التي تدخلت فيها هذه الدول بسفاراتها المتآمرة عبرة لمن يعتبر، والتي خلفت مأساة في حق المرأة في اليمن وسوريا وقبلها في العراق التي أصبحت صور الأطفال المشوهين فيها أمراً ملازماً، نتيجة سلاح هذه الدول التي تدعي أنها تعمل لمصلحة المرأة، والفواجع والمآسي أرقامها صادمة عن عدد الضحايا من النساء والأطفال، وفقدان المأوى والمعيل، بل التهجير والتشريد.
إن هذه المناسبة التي دعا لها السفير البريطاني، وهو يلعب دور همفر ولورانس، اللذين اشتهرا بتجنيد كثير من القادة والمشاهير في عالم السياسة والاقتصاد والفكر والصحافة والفقه والعقيدة والأمن في بلاد المسلمين، والتي يتحدث فيها عن شروط لإنجاح الثورة، معتبراً نفسه بمثابة المندوب السامي الذي يحكم البلد من وراء الكواليس، وهو الآمر الناهي، وهو المسؤول الذي يحدد وجوب إنصاف المرأة ومساواتها بالرجل بوجهة نظره، والحضور كأن على رأسهم الطير، وكأنهم لا يملكون وجهة نظر صحيحة ويقينية لإنصاف المرأة، بل رضوا أن يكونوا منفذين للأوامر.
هذا السيناريو الشديد الشبه بما قبل كانون الثاني/يناير 1965م يتعامل فيه سفير بريطانيا بوصف السودان من البلدان التي منحت الاستقلال الشكلي من بلده الذي هو استعمار فعلي تملى فيه التعليمات في هذه السفارات التي أثبتت الأحداث أنها أوكار مؤامرات للسيطرة على الشعوب ومقدراتها، وقد ثبت بما لا يدع مجال للشك أن الدول الغربية ليست جمعيات لرعاية المرأة وحقوقها، تقوم بتوزيع العطايا والمنح لسواد عيون المرأة، بل هي دول لها مصالحها واستراتيجياتها وتكتيكاتها ووجهة نظرها الخاصة، وهي تستخدم فيها جميع الأساليب والحيل والدعاوى المضللة مثل منع العنف ضد المرأة ومساواتها بالرجل، رغم الفشل الذريع لهذه الأفكار في عقر دارها والتي حطت من قدر المرأة وأورثتها العنت والشقاء ودمرت الأسر.
أفلا يذكر المدعوون، خاصة لجان المقاومة الذين يدعون نخوة وشهامة وغيرة على البلد، أن بريطانيا جندت كثيراً من أمثالهم، الذين كشفت الأيام خيانتهم وتلعنهم الأمة في كل وقت، والذين استطاع الغرب من خلالهم القضاء على دولة الخلافة العثمانية، أفلا يعتبر هؤلاء من مصير أولئك؟ أيلدغون من الجحر نفسه مرات؟؟
مخطئ من ظن أن السفارات الغربية أسست لمنح تأشيرات الزيارة، وتوزيع الإغاثة، بل هي لمنح الكراسي والوظائف وشراء الذمم، وعما قريب ستغلق دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة هذه السفارات المتآمرة ويحاسب المترددون عليها من أهل الريب.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة/ غادة عبد الجبار – أم أواب