الإسلام هو النظام الوحيد الذي يمكنه تأمين حقوق الإنسان للعالم المضطهَد
(مترجم)
الخبر:
في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2019، قامت هيئة الإذاعة البريطانية بالإبلاغ عن هجوم على مركز للاجئين المهاجرين في مدريد في إسبانيا. حيث تمّ استدعاء فرقة تفكيك القنابل لنزع القنابل التي ألقيت على جدار بيوت كان فيها أطفال لا يرافقهم كبار وشعروا وكأنها منطقة حرب وخطر. صرحت أدريانا لاسترا المتحدثة باسم الأحزاب السياسية النشطة بأن الأجندة العنصرية للسياسة الحالية هي السبب.
التعليق:
وقع هذا الهجوم بالتحديد قبل الانتخابات العامة في إسبانيا. إن قضية المهاجرين واللاجئين والادعاء بأنهم هم السبب في ارتفاع معدلات الجريمة والمشكلات الإنسانية قد استخدمت كأداة سياسية لدفع الناخبين إلى الخضوع.
فكرة أن الأطفال الأبرياء هم الشريحة الأكثر احتياجا والأكثر ضعفا في العالم، يمكن أن تكون مسرحاً لمثل هذه الإساءات، ولكن الشخصيات العامة مخيفة فعلا، وهذا ليس غريباً، حيث إن هذه الشخصيات السياسية نفسها ساهمت في الصمت الدولي وحتى في بعض الحالات كانت عنصراً فعالاً في وضع أطفال المسلمين على مستوى العالم للعيش في نظام فاسد وحروب وتدمير وظروف معيشية مضطربة.
ومع ذلك، يريدون أن يبتعد هؤلاء الفارون من الاضطهاد عن حدودهم الآمنة، وإلا سيواجهون معاملة حيوانية إذا أُذن لهم بالدخول. كيف يمكن لهذا النوع من الأنظمة أن يكون قدوة أو ينال إعجاب أي أمة؟! من المؤكد أن جميع الأطفال في العالم يستحقون فرصة في الحياة قبل أن تتاح لهم فرصة المشي والتحدث أحياناً. إن الإساءات التي يتعرضون لها من عصابات المافيا والمعتدين على الأطفال وسارقي الأعضاء هي معاناة تضاف إلى المعاناة الفظيعة التي عاشوها في بلادهم.
ليس من العدل أن يتم وصف هؤلاء الأطفال بأنهم مجرمون في الوقت الذي ينظر الإسلام للأطفال بأنهم غير مكلفين حتى يبلغوا. إن الحاجة إلى أن يكون للأطفال راع يعتني بهم هو مفهوم واضح ومؤكد في الإسلام. قال النبي r في الحديث «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ» (رواه البخاري)
إن الأمة الإسلامية باتت بأمس الحاجة للراعي (الخليفة)، الذي سيحمي ويرعى قضايا هذه الأمة، ولن يقبل أبداً بإنجاب أطفال أبرياء دون رعاية. لقد فشل جميع حكام العالم في أداء واجبهم تجاه الشباب الذين يواجهون اضطرابات سياسية، لأنهم هم أنفسهم تعهدوا وأقسموا بالولاء لأسيادهم في الغرب الذي استخدمهم لارتكاب الجرائم وأهمها عدم تطبيق نظام الإسلام كنظام كامل بديل عن الرأسمالية الليبرالية. ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينعم علينا بالنصر القريب على هؤلاء الحكام الفاسدين، والقضاء على هذه السياسات غير المشروعة المطبقة على أطفال العالم والتي تُتخذ وتُستخدم فقط لتخدم وتحقق مصالح أحزاب متعطشة للحصول على السلطة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد