وحدة السودان ومطالبات حق تقرير المصير
الخبر:
قال الجاك محمود أحمد الجاك الناطق الرسمي باسم الوفد المشارك في مفاوضات السلام بجنوب السودان للحركة الشعبية شمال، جناح عبد العزيز الحلو، يوم الاثنين 2019/12/16م: (إن موقف الحركة الشعبية الثابت هو بناء دولة علمانية قابلة للحياة ومنع سن وفرض قوانين ذات طابع ديني، وسيقود الفشل في تحقيق ذلك إلى أن تصبح المطالبة بحق تقرير المصير موقفا مبدئيا).
التعليق:
في تسعينات القرن الماضي أقيمت ندوة بجامعة الخرطوم الجناح الشرقي بعنوان فصل الدين عن الدولة، وهي كانت بالون اختبار لرد فعل الشارع، إما أن يقبل بعلمانية الدولة أو الانفصال. وكان الرئيس المخلوع عمر البشير قد صرح في مقابلة أجرتها معه وكالة سبوتنيك الروسية ونشرتها السبت 2017/11/25؛ إن “الضغط والتآمر الأمريكي على السودان كبيران، وتحت الضغوط الأمريكية انفصل جنوب السودان” وأضاف “عندنا معلومات عن سعي أمريكي لتقسيم السودان إلى خمس دول، وأمريكا انفردت في الفترة الأخيرة وخربت العالم العربي”، مشددا على أن واشنطن مسؤولة عما حصل في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن، وما حصل في السودان. وقال في تصريح له: (فصلنا الجنوب عشان نطبق الإسلام لا طبقنا الإسلام ولا لمينا في الجنوب).
وبعد سقوط نظام البشير ظهر الصراع الأوروبي الأمريكي على أشده، فرفعت أمريكا عصا الإرهاب على حكومة حمدوك، كما كانت ترفعه في وجه البشير، وجعلته أساسا في علاقاتها مع الحكومة. فما كان من حمدوك إلا السعي في كل المسارات التى حددتها أمريكا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ومن بينها ملف السلام.
إن مخطط تقسيم السودان تمسك بمعصمه أمريكا، ففي عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع برنالد لويس لتفكيك المنطقة الإسلامية وإعادة تقسيم المقسم في سايكس يبيكو ومما جاء في ذلك المشروع ما نصه: (إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون المهمة المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وأن تقوم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية والعصبية والطائفية).
إن حق تقرير المصير للمنطقتين، والذي تطالب به الحركة الشعبية قطاع الشمال، هو هدف أمريكي في حقيقته، وما الحركة الشعبية، وغيرها من الحكومات والأحزاب الوطنية والتكتلات غير المبدئية، إلا أداة من الأدوات التي يستند إليها الغرب المستعمر للمحافظة على مصالحه وتنفيذ مخططاته في بلادنا، وبخاصة مشاريع تفتيتها. وهنا نعيب على الحركة الشعبية التي تدعي أنها تقاتل من أجل إنصاف المظلومين، أن تختزل القضية وتنحرف بمسار المطالبات نحو تنفيذ أجندة الغرب الكافر المستعمر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عصام أتيم
مندوب المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في ولاية السودان