بيان صحفي
منظمة خريجي الأزهر تُلبس على الناس دينهم
أمة الإسلام لم تهزم من خارجها بل بالخونة من داخلها ممن استمالهم الغرب وأُشربوا أفكاره، ولم تسقط دولتها إلا بعد انفصال أفكارها وعقيدتها وما انبثق عنها من أحكام عن واقع حياتها وهو ما سعى الغرب جاهدا لتحقيقه ويسعى لبقائه حتى لا تقوم لأمة الإسلام قائمة.
في بلادنا أقيمت دويلات ومؤسسات تابعة لها سميت بالإسلامية وتحدثت بلسان الإسلام وكان وراءها الغرب الكافرُ وكانت غايتها هدم الإسلام وأفكاره والحيلولة دون وصوله للحكم وعودته مرة أخرى منهجا لحياة المسلمين مطبقا عليهم في الداخل في دولة تحمله للعالم فيراه الناس واقعا عمليا فيدخلون في دين الله أفواجا، ومولها لتشوه صورة الخلافة وأحكام الإسلام في عيون شعوبه قبل شعوب الأمة التي تتوق لأن تُحكم بالإسلام، ثم يأتي هؤلاء ومن على شاكلتهم بعد أن قعّروا ألسنتهم وخُلعت عليهم الألقاب (كمنظمة خريجي الأزهر) حتى يخيل لمن يسمع أو يقرأ لهم أنهم من العلماء والباحثين في العلوم الشرعية فيصدّق فريتهم وهم يتقولون كذبا بحسب ما نشروه على موقعهم في 2019/12/13م، (إذ ليس في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية المطهرة ولا في أحداث السيرة الشريفة ما يشير إلى نظام محدد للحكم في الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن طالع الأحاديث المروية في كتاب الإمارة من كتب السنة المطهرة، لن يجد فيها أي تقنين لنظام الحكم، وإنما أكدت الشريعة على مجموعة من المبادئ التي يتعين مراعاتها في الحكم أيا كانت صورته، كالعدل، وتولية القادر على الحكم، ونحو ذلك، مما يعني أن المسلمين لم يجدوا نظاما محددا منصوصا للحكم وإنما كانت ظروفهم هي التي حددت ذلك). وكأنهم لم يمر عليهم قول الله عز وجل ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾، ولم يسمعوا قول النبيِّ e «كَانَتْ بَنُو إسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبِيَاءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وإنَّه لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ»، قالوا: فَما تَأْمُرُنَا؟ قالَ: «فُوا ببَيْعَةِ الأوَّلِ، فَالأوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فإنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». ثم خالفوا كل علماء الأمة سلفا وخلفا في فهمهم لما حدث في السقيفة وردوا إجماع الصحابة على وجوب تنصيب خليفة… ولا ندري من أين أتوا بأن الصحابة لم يكن يخطر ببالهم خلافة ولا خليفة، إلا بالمعنى اللغوي، بينما عرف علماء السلف والخلف الخلافة بأنها رياسة عامة وزعامة تامة لأمور المسلمين في الدين والدنيا، فعرفها صاحب الأحكام السلطانية بقوله: “الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين، وسياسة الدنيا”، وعرفها صاحب المقاصد بأنها: “رياسة عامة في الدين والدنيا، خلافة عن النبي e“، وعرفها غيرهما بما لا يخرج عن ذلك، والخليفة إذن هو القائم بحراسة الدين، وسياسة الدنيا نيابة عن النبي e في حكم الناس ونيابة عن الأمة في تطبيق الإسلام عليهم.
ثم ذكروا تسلسل الخلافة من أبي بكر لمن بعده وذكروا بأنفسهم أن كل هؤلاء اختارهم الناس، محاولين التلبيس تارة بين اختيار الناس والشورى والبيعة دون بيان لما هي الشورى وما هي البيعة، فكل هؤلاء اختارهم الناس وتشاوروا في اختيارهم حقا وبايعوهم على السمع والطاعة، فالبيعة حكم شرعي لازم في حق الرعية للحاكم وانعقادها شرط في صحة ولايته لأمر الناس، فالبيعة هي عقد بين الرعية والحاكم على السمع والطاعة ليحكم الأمة بالإسلام، وتعطيها الأمة للخليفة عن رضا واختيار. ومن لم يحصل على بيعة من الأمة يعد في الشرع مغتصبا للسلطة وسلطان الأمة كحال كل حكام زماننا، أما قولهم بما فعله معاوية من جعل الحكم في بيته فهو مخالف للشرع. فالخلافة لا تورث وحتى من تلاه من بني أمية وبني العباس وحتى بني عثمان لم تكن ولاية العهد هي التي توصل للحكم بل كانت البيعة تؤخذ من الأمة بشكلها وصورتها، وإن أسيء أخذها إلا أنها كانت بيعة شرعية وكان من يحصّلها تنطبق عليه الشروط الشرعية لانعقاد الخلافة التي لم يتطرقوا إليها، وهي أن يكون رجلا مسلما، بالغا، عاقلا، حرا، عدلا، قادرا على القيام بأعباء الحكم والخلافة، وكانت الدولة تحت سلطانهم من معاوية حتى آخر خلفاء بني عثمان المعتبرين دولة خلافة تطبق الإسلام ولا تطبق غيره من الأحكام.
أما قولهم (ما تبنته بعض التنظيمات والجماعات من التنظير لقيام أحزاب دينية تقاتل للاستيلاء على السلطة معتبرين ذلك هدفا رئيسا من أهداف الشريعة، ومرتكزين على أفكار المودودي وعبد القادر عودة وتقي الدين النبهاني من غير المعتبرين في البيئة العلمية الدينية، فانحراف عن منهج جماهير الأمة الإسلامية من السلف والخلف.)، فلا ندري ما هي البيئة العلمية الدينية التي يتكلمون عنها، وما هي معايير الاعتبار فيها؟! فمن يتقولون عليهم لم يأت أحدهم بما يخالف الشرع ولا قول جماهير الأمة سلفا وخلفا، بل إن قول هؤلاء المدعوين بمنظمة خريجي الأزهر هو المخالف والمنحرف عن كل أقوال علماء وجماهير الأمة سلفا وخلفا، ولا يقول بقولهم واحد من علماء الأمة إلا من كان من علماء زماننا ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل.
أما نحن في حزب التحرير فما نتبناه من أفكار الإسلام التي سطرها الأمير المؤسس تقي الدين النبهاني رحمه الله، والذي تخرج من الأزهر وكان أحد علمائه الأفذاذ الأعلام، هي من أفكار الإسلام ولنا عليها أدلة من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس شرعي، ولا نقاتل للاستيلاء على السلطة بل نعمل وفق طريقة النبي e لإيصال الإسلام إلى الحكم واستئناف الحياة به في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تلك الطريقة التي لم يكن فيها أي عمل مادي ولا صراع مسلح، بل كانت صراعا فكريا وكفاحا سياسيا، واستنصارا لمن بيدهم القوة والمنعة لإقامة الدولة التي تطبق الإسلام فيراه الناس واقعا عمليا.
وإننا نخاطب أهل مصر الكنانة شعبا وعلماء وأهل قوة ومنعة أن هذا دينكم الذي يحارَب ويُمنع من التطبيق، فأدركوا دينكم وانصروه، وأقيموا دولته التي تحميكم وتؤويكم وتردّ عليكم حقوقكم، ولا تسمعوا لمن باعوا بدينهم دنيا الحكام، ولا من وضعهم الغرب ليلبس عليكم دينكم ويفسد عليكم دنياكم، وضعوا أيديكم في يد حزب التحرير، الرائد الذي لم يكذبكم، وهو يعمل لخيركم، واعلموا أنه لا نجاة لكم إلا بالخلافة التي يعمل الحزب لإقامتها والتي يحاول الغرب منع إقامتها وتشويه صورتها؛ لأن إقامتها ستوقف نهبه لثرواتكم وارتهان بلادكم له جيلا بعد جيل، فاقطعوا يده العابثة بإقامة الدولة التي تحميكم وتعيد لكم عزكم وخيركم وترضي عنكم ربكم. اللهم عجل بها واجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية مصر