هل يُنتظر من زعماء وقادة الفُرقة والتخلف أن يكونوا سهما في النهضة؟!
الخبر:
انطلقت الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية المصغرة في العاصمة الماليزية كوالالمبور فجر الخميس، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات بلاد إسلامية عدة، أبرزها تركيا وقطر وإيران، في حين غابت السعودية وباكستان. ومن المنتظر أن يشارك القادة في اجتماع طاولة مستديرة بعنوان “أولوية التنمية والتحديات”. من جهته، قال السلطان عبد الله ملك ماليزيا خلال كلمة له في القمة: “وحدة العالم الإسلامي وتحقيق تنميته أمران مهمان لمواجهة الصعوبات والأزمات”، في حين شدد رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، في كلمته على ضرورة فهم المشكلات التي يعاني منها العالم الإسلامي، وإدراك أسبابها، مضيفا: “وكما نعلم جميعاً أن بعض الدول بعد الحرب العالمية الثانية انهارت ودمرت، لكنها استطاعت الوقوف ثانية، وتطورت، لكن معظم البلدان الإسلامية، لم ينجحوا حتى في نظام الإدارة الجيدة، وليس التنمية فحسب”. (وكالات)
التعليق:
قد يكون الزعماء والحكام قد أشاروا في كلماتهم إلى بعض مظاهر التخلف والفرقة والعذاب الذي يعيش فيه المسلمون في البلاد الإسلامية، ولكنهم بكل تأكيد لم يسلطوا الضوء على السبب الرئيس أو الحقيقي وراء ما أصاب المسلمين وما حل بهم، فشهادتهم على البلاد الإسلامية بالفشل في النهضة والتطور، والوقوع في وحلٍ من الأزمات والمشاكل، شهادة صحيحة ولكنها مبتورة عن أصلها وسببها الحقيقي ومفتقرة للحل الصحيح، وهو الأمر المتوقع من هؤلاء، لأنّ خلاف ذلك يعني أن يفضح الزعماء أنفسهم ويكشفوا عمالتهم للغرب وعداوتهم للأمة وإسلامها.
فما أصاب المسلمين من تخلف ودمار وعذاب ما هو إلا بسبب غياب الإسلام الذي أكد مهاتير محمد على استبعاده من البحث في القمة، مع أنه منذ أن غاب الإسلام عن الحياة السياسية العملية للمسلمين، وبات الحكام العملاء يُطبقون أنظمة الكفر والاستبداد، والأمة الإسلامية تكتوي بنار الكفر والتخلف والعذاب، وتنتقل من نكسة إلى نكبة، ومن مصيبة إلى كارثة، والحكام بدورهم يعززون هذا العذاب والحال من خلال إصرارهم وحرصهم على دوام بقاء الاستعمار وأفكاره وأنظمته في بلاد المسلمين، ومن خلال مواصلة استبعاد الإسلام من الحكم، بل ومحاربة الساعين لإعادته إلى سدة الحكم.
نعم، لا خلاص ولا نهضة للأمة الإسلامية بدون الإسلام، كمبدأ كامل، بعقيدته ونظمه، وما من سبيل إلى ذلك إلا بالخلاص من كل الحكام المجرمين، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتعم البلاد الإسلامية، وتسعى لتنشر دين الرحمة إلى العالم أجمع. وهذه الحقيقة لا يمكن لهؤلاء الحكام أن يجهروا بها أو يرشدوا إليها، لأنها تعني نهايتهم ونهاية حكمهم الجبري، فلن يتمخض عن هؤلاء الحكام في قمتهم سوى مزيد من التآمر والحيل والمكائد على الأمة الإسلامية لتبقى رهينة للاستعمار وأفكاره، فهم سبب رئيس من أسباب تخلف الأمة الإسلامية وأداة فعالة في التضليل والتآمر عليها وعلى تطلعاتها للنهضة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين