الهوية إيمانية والدولة علمانية!
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في اليمن يوم السبت 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري خبرا بعنوان “التأكيد على تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية واستمرار الصمود في مواجهة العدوان ومخططاته”، جاء فيه (نظمت في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات عقب صلاة الجمعة وقفات احتجاجية تنديداً بجرائم ومجازر العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي والحصار على اليمن تحت عنوان “هويتنا إيمانية بشهادة نبوية”).
التعليق:
لا تزال الشعارات التي يرفعها الحوثيون في ظل الاحتراب الدامي لسنوات أربع خلت في جانب الإسلام كشعار “هويتنا إيمانية بشهادة نبوية” مرجعهم في ذلك الحديث الشريف للنبي محمد r «الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ»، بينما الأعمال التي يقومون بها في جانب آخر معاكسٍ تماماً للشعارات الإسلامية.
أما الأعمال المخالفة والمنافية للشعارات المرفوعة فهي الدولة المدنية التي مستندها عقول البشر بعيداً عن الدين، بعد أن قطعت صلتها به وفصلته عن السياسة، وهي تختلف مع شعار الهوية الإيمانية ولا تتفق معها، فالهوية الإيمانية يتبعها عمل مستند إلى دليل من صلب الإيمان ومصادر التشريع (الأدلة الشرعية) هي القرآن والسنة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس شرعي. فالدولة التي يعمل الحوثيون على إقامتها تحت عنوان الدولة اليمنية الحديثة هي دولة علمانية تدعو لإبعاد الدين وفصله عن الدولة في تنظيم شؤونها، فأنظمة الحكم والاقتصاد والسياسة الخارجية والتعليم فيها هي علمانية بامتياز.
السؤال المحير هنا هو لماذا تخدعون أتباعكم الذين يثقون بكم بأنكم لن تختاروا غير الإسلام وتظهرون لهم شعارات تناسبهم، فيما أنتم في الحقيقة تعملون وتخططون لرعايتهم بأنظمة لا تنبثق عن عقيدتهم، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾؟! إن الحكم بالإسلام لا ولن يكون إلا في ظل خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة. قال رسول الله r : «.. ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ. ثُمَّ سَكَتَ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن