Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه

 

مع الحديث الشريف
لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه

 

 

حياكم الله مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري، كِتَاب فَضَائِلِ الصحابة، لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ” قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا فَقَالَ: “أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ” فَقَالُوا يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: “فَأَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأْتُونِي بِهِ” فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ: “انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ.”

قوله: (لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه) وهذه بشرى

وقوله: (رجلاً) منكّر تنكيراً يفيد التعظيم، من صفته أن الله يفتح على يديه.

قوله: (فبات الناس يدوكون ليلتهم)، بات الناس يعني: من حضر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يدوكون، أي: يتحدثون ويتحاورون، يفكرون ويقلبون النظر من هو هذا الذي سيعطى هذه الراية، كلهم يرجو أن يعطاها، يقول: عسى أن أكون أنا، فقال: لما جاءوا وأصبحوا، جاءوا كل واحد أحرص ما يكون على أن يراه رسول الله صلى الله عليه وسلم

قوله: (انفُذ على رسلك)، امضِ على رسلك، لا تستعجل حتى تنزل بساحتهم

قوله: حتى تنزل بساحتهم، والساحة هي المكان الفضاء في ديارهم، وهي التي تكون دون بيوتهم أو بينها أو نحو ذلك

الحاصل أنه هنا قال له: (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) أنفس الأموال عند العرب هي الإبل، يقال لها: حمر، لألوانها الغالبة، فهداية رجل أفضل لك من هذه النفائس من الأموال، وهذا يدل على أن الإنسان إذا استجاب له أحد من غير المسلمين، فدخل الإسلام على يده أو تاب على يده أحد من الناس وصلحت حاله أن ذلك خير له من ألوان التجارات والمكاسب الدنيوية والذهب والفضة.

مستمعينا الكرام

إن في هذا الحديث الشريف، دلالة على مدى حرص الصحابة الكرام على أن ينال كل واحد منهم محبة الله ورسوله، كيف لا ومحبَّة اللهِ ورَسولِهِ مِنَ الأمُورِ التي ربطَهَا اللهُ سُبحانَهُ وتَعالى بمفهُومٍ شَرعيٍّ جَعلَهُ فرضاً.

وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، كيف لا وهي قوت القلوب وقرة العيون.

فَهل أدَّينا هَذا الفَرضَ علَى وَجهِهِ المطلوبِ كَما أدَّاهُ صَحابةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَي يُكرمَنَا اللهُ بِنصرِهِ كَمَا أكرَمَهُم, ويُعزَّنا بدِينِنَا كَمَا أعزَّهُم؟

مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبته للإذاعة عفراء تراب