Take a fresh look at your lifestyle.

التكتيم على الاحتجاجات في العراق

 

 

التكتيم على الاحتجاجات في العراق
(مترجم)

 

الخبر:

منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر، يُعتقد أن ما يصل إلى 600 شخص لقوا مصرعهم وتعرض مئات آخرون لإصابات مختلفة خلال الاحتجاجات في بغداد والناصرية بجنوب العراق.

واستهدفت الاحتجاجات السلمية أفعال وفساد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وحكومته.

وينادي المحتجون بتوفير خدمات أساسية مثل المياه والكهرباء والمستشفيات والمنشآت الرياضية، ويحاسبون الحكومة على التدخل الأجنبي، وسوء إدارة النفط الذي يقولون إنه قد سُرق عملياً، ويتساءلون عن سبب تدني مستوى التعليم الحكومي المستمر.

منذ أسابيع، كان هناك حظر للإنترنت، وعادةً ما كان هناك تعتيم إعلامي في وقت إطلاق النار الجماعي، ما سمح لهذه الأعمال الوحشية ضد المتظاهرين، ومعظمهم من الشباب، أن تمر إلى حد كبير دون أن يلاحظها العالم.

 

يحتفظ المجرمون بامتيازاتهم فيما يقومون بخطف النشطاء وقتلهم، لكن لا أحد منهم يخضع للمساءلة، كما يقومون باستدعاء المليشيات المسؤولة عن تعريض حياة الناس للخطر. ألقيت قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على المتظاهرين ما أدى إلى تفجير رؤوسهم حرفياً، واستخدم الرصاص المضاد للطائرات لقتل ما لا يقل عن 40 متظاهراً في الناصرية. (Eyewitness report)

 

التعليق:

حسبي الله ونعم الوكيل

لقد عانى الشعب العراقي فوق ما قد يُتصور منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، الذي تلته سنوات من الاعتقال الجماعي والتعذيب وكل أنواع الاعتداء والإساءة. من أكثر القرى الريفية إلى مدنها، طمست مستويات التدمير العظيمة هذه البلاد التي كانت يوما بلادا متقدمة فيها أعلى معدلات أدبية في المنطقة وأعلى عدد من خريجي الجامعات في العالم.

كان هدف الاحتلال الأمريكي “قذفها مرة أخرى إلى العصور المظلمة”، كما حذر وزير الخارجية آنذاك جيمس بيكر، وتثبيت حكومة تابعة للولايات المتحدة، من شأنها أن تفي فقط بالمصالح الأجنبية وإبقاء الناس مستعبدين، اتكاليين، مبتلين بالفقر ومسؤولين إلى ما لا نهاية عن تنظيم الدولة وتداعيات عهدهم المليء بالمذابح، الهائلة.

لم يبق أحد لم يتأثر بأحداث السنوات السبع عشرة الماضية، وقد تفاقم الوضع فحسب. لقد فقدت النساء والأطفال رجالهم لأسباب إنسانية وسياسية وليس لديهم خيار سوى العمل بأجر منخفض مع تدني احتمال الحصول على تعليم مناسب وكامل. أصبح العيش مع انعدام الأمن على مستوى الأسرة والمجتمع والدولة هو الأصل، ما يؤثر سلبا على صحة الأمة بأسرها.

أولئك الذين حلموا بأن يجلب الأمريكيون معهم النظام إلى العراق عبر الديمقراطية والعلمانية، الذين ظنوا أنهم سوف يتنفسون الحرية كما فعلت أوروبا، تلقوا صدمة وعي قاسية. لقد تبددت آمالهم في التقدم وإعادة بناء البلاد، على الرغم من أن المباني والمدن السكنية الحديثة في المدينة تنتشر في بعض الأماكن، لكن لا تزال معظم البلدات تشهد على الدمار، حيث حُجب الاستثمار عن البنية التحتية الأساسية.

لذلك تنفطر قلوبنا عندما نرى الخراب العظيم في هذه الأرض الكريمة، واستمرار الهيمنة الأمريكية من خلال إجراءات خفية وإصلاحات تكتيكية، وكذلك النزوح والركود في حياة شعبها العظيم. إن الأرض التي حباها الله موارد طبيعية هائلة والتي ازدهرت في ظل حكم الإسلام قرونا، والتي سقط فيها شهداؤنا الأماجد، هي في أمس الحاجة اليوم إلى عناية الأمة.

تعلم الجميع الدرس المؤلم للطائفية، الذي ساعد في تمزيق البلاد إلى أشلاء، ولم يعد هناك أي شك في أن الشريعة وحدها إن طبقت بشكل صحيح في ظل نظام الخلافة ستكون لديها القدرة على قلب كل هذا الواقع.

إن الإسلام مبدأ قادر على تنظيم حياة الناس من ناحية اجتماعية واقتصادية… الخ، كما أن أمن الناس له أولوية قصوى في الإسلام.

إن التطبيق الشامل لأحكام الشريعة هذه سيترابط ويمتزج ككرة متجانسة، ويتناسب مع التوسع في الاستجابة للقضايا الحالية والمستقبلية وأية قضايا محتملة تواجهها الدولة.

وستنبثق هذه القيم الإسلامية من مثل هذا الحكم الشمولي، عبر أجهزة الدولة لإيجاد الأفكار والمشاعر والتأثير بها في الناس، ونشر الوئام والعدالة، بين الناس ومن خلالهم إن شاء الله.

هذه هي الرؤية التي يجب على المسلمين التمسك بها. إنها وعد من الله سبحانه وتعالى وليست حلماً مثالياً – لذا فإن الدعوة إليها والدفاع عنها والتحذير من إهمالها جزء من التوحيد.

﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن

 

2019_12_28_TLK_1_OK.pdf