أمريكا وأوروبا تضحكان بملء شدقيهما!!
الخبر:
نقل موقع الجزيرة نت يوم الخميس، 2019/12/26م خبرا بعنوان (مصراتة.. وقفات في شوارع المدينة تحديا لمهلة حفتر) جاء فيه:
“خرج عدد من سكان مدينة مصراتة شمال غربي ليبيا إلى الشوارع وشاركوا في وقفات، للتعبير عن تحديهم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ورفضهم المهلة التي حددها للمدينة لسحب أبنائها من معركة طرابلس، والتي انتهت منتصف ليل أمس الأربعاء.
وتداول رواد مواقع التواصل صورا ومقاطع فيديو لسكان يحتفلون في مصراتة، مؤكدين رفضهم المهلة، وتقع مصراتة على بعد 190 كم تقريبا شرق طرابلس.
وكان حفتر – الذي تشن قواته هجمة جديدة على العاصمة طرابلس في الآونة الأخيرة – قد حدد مهلة لمدينة مصراتة لسحب مقاتليها الذين يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في العاصمة والعودة إلى مدينتهم، وإلا فإن القصف الجوي سيستهدف كل المواقع الحيوية فيها في كل الأوقات حسب تهديده.
وحددت قوات حفتر في 20 كانون الأول/ديسمبر الجاري هذه المهلة بثلاثة أيام، ثم أعلنت تمديدها ثلاثة أيام أخرى، وقد انتهت الليلة الماضية.
وأعلنت قوات حكومة الوفاق رفضها المهلة، وقال مصطفى المجعي الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق إن “تمديد قوات حفتر مهلتها لقوات مصراتة للانسحاب ما هو إلا مبرر لفشلها بساعة الصفر لاقتحام طرابلس، والتي تم الإعلان عنها سابقا”…”.
التعليق:
من الجميل رؤية أبناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها يقفون في وجه الظالم ويتحدونه، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لم يعد يخفى على أدنى متابع أن حفتر المدعوم عسكرياً من أمريكا عبر مصر السيسي وغيرها من الدول تنفذ أجندة أمريكا وسياساتها كل ذلك من أجل السيطرة العسكرية والاقتصادية على مناطق النفط وهي ما تعرف بالهلال النفطي التي تشكل عصب اقتصاد ليبيا، وفي المقابل فإن أوروبا وعلى رأسها بريطانيا تقدم الدعم الواضح لحكومة الوفاق، وكل من أمريكا وأوروبا لا تقدم هذا الدعم خدمة للمسلمين في ليبيا وإنما من أجل الحصول على خيرات المسلمين ومن أجل تحقيق مكاسب سياسية ولمزيد من التركيع والعمالة والتبعية لدول الغرب، وهكذا يقتل المسلمون في ليبيا سواء أكانوا مع حكومة الوفاق أو مع جيش حفتر وتلهو بهم أمريكا وأوروبا من أجل تحقيق مصالحها، ويؤدون دورهم وفق ما تطلبه تلك الدول ثم بعد أن يَنتهي دورهم تُنهي هي خدمتهم غير مأسوف عليهم، هكذا تصنع أمريكا وأوروبا بعملائها، فهؤلاء العملاء يصدق فيهم قول الله العزيز: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾. [سورة الإسراء: 72]
من المؤلم أن هذه الجيوش من أبناء المسلمين فيها الكثير من المحبين لدينهم وأمتهم فكيف يتركون أتباع أمريكا وهم الأدنى والأقل بالإضافة للمغرر بهم، كيف يتركونهم يعيثون في الأرض الفساد، فيسيرون مع أمريكا، وهو سير ليس سهلاً، بل يُضحّون ويُقتلون ويُجرحون في سبيل زعيمة الشر أمريكا ودول الغرب الأخرى؟ كيف؟! مع أنهم لو نصروا الله ودينه لفازوا في الدنيا والآخرة ولكانوا كالأنصار الذين ذكروا الله ونصروه فذكرهم الله ونصرهم. أما أولئك الذين يخونون أمتهم وينصرون رؤوس الكفر أمريكا وبريطانيا وأتباعهما فهم خاسرون آخرتهم بل ودنياهم كذلك، فبعد أن يؤدوا دورهم سيلقى بهم في قارعة الطريق لا ينالون خيرا كما فُعل بأشياعهم من قبل، ويندمون ولات حين مندم، فهل يتداركون أمرهم إن كانوا يعقلون؟ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾. [سورة ق: 37]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بسام المقدسي – الأرض المباركة (فلسطين)