مع الحديث الشريف
الحلال والحرام في السنة كما القرآن
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي “بتصرف” في “باب ما نهي عنه أن يقال عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم”.
حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر اللخمي، عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإن ما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما حرم الله“.
بعد تتبع مناسبة هذا الحديث تبيّن أن الموقف الذي قيل فيه هذا الحديث، كان في غزوة خيبر، فقد أصدر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعض التعليمات والأوامر للصحابة رضوان الله عليهم، فحرّم عليهم أشياء في يوم خيبر، لظروف الغزوة، تحريما مؤقتا، إلا أن بعض الصحابة لم يستجيبوا لهذا الأمر، بل وصدرت بعض التجاوزات من بعضهم عندما فتحوا خيبر، فذبحوا حمر اليهود ودخلوا بيوتهم، فأتى صاحب خيبر- الحاكم- يشكو ذلك إلى النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم فغضب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من موقف هؤلاء الصحابة من أوامره ومن تجاوزاتهم، فأمر بجمعهم ليعلمهم أن له السمع والطاعة في القرآن وفي غيره، وذلك لأنه يأتيه الوحي في غير القرآن، وأما التعبير “وهو متكئ على أريكته” فلأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتحدث عن واقعة حدثت وكان المعترضون عليه من الأغنياء.
أيها المسلمون:
يؤخذ من هذا الحديث أنه لا يجب الاقتصار على المذكور المباشر في كتاب الله، فكثير من أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت مبينة ومفسرة للقرآن.
وهكذا كان ما حدث من الصحابة مع رسول البرية صلى الله عليه وسلم رسالة لنا في الطاعة، أن نطيعه فيما يقول ويفعل، أن نأخذ سنته صلى الله عليه وسلم أخذا حقيقيا وننزلها مكانها في الواقع، فكما عمل لتغيير الواقع المكيّ نعمل، وكما سار نسير، لا أن نرتجل طريقة التغيير ارتجالا بحسب الهوى.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم