Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – الضال المضل والضال الجاهل

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الضال المضل والضال الجاهل

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ “تجدون الناس معادن‏:‏ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه‏”‏ ‏‏‏(‏متفق عليه‏‏‏)‏‏.‏

إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف يذكر أمورًا عديدة، ويخبر عن أنواع من الناس وما دافعها وما يؤثر فيها ويصنعها. لقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخلق متنوعون كالمعادن، ما يجعلنا نستفيد منها هو كيفية استخدامها وتصنيعها، فالله سبحانه وتعالى أنعم على الإنسان بنعمة العقل، إذا أحسن استخدامه اهتدى بعد أن كان في ضلال، وأصبح خيرًا ممن كان معهم في الضلال، فإذا غذّى عقله بالفكر السليم فسوف يبدع في صقل شخصيته المتميزة بعد الهدى، حتى أنه يصبح في موقف عداء حقيقي لما كان عليه من ضلال وجهل. وهذا الأمر لا يتحقق فيمن يلعب على الحبلين، ويسير مع التيار، يحاول أرضاء الناس، ويطلب الرأي العام، حتى يكون شخصية مزدوجة ذات وجهين بعلم أو بغير علم، فإن كان بعلم فهنا الخطر حقيقي، حيث يبدع في تصوير نفسه للناس بأنه الأفضل وخير من غيره، فانطبقت عليه صفة النفاق والعياذ بالله، وهذا الشخص من أشد الناس خطورة، أما إذا كان من غير علم بما يفعل فيكون قد أوقع نفسه في المحظور شرعًا وهو لا يدري، وأضل غيره وهو يظن أنه يحسن عملًا، وهذا أفضل مقارنة بالمدرك لجرمه ويعلم ما يفعل.

 

التمييز بين هؤلاء الناس، وأنواع الخلق، واضح للواعين، فالفرق بيّن بين المهتدِ والضال. الله نسأل أن يعيذنا من الذين أضلوا أنفسهم وأضلوا من اقتدى بهم وسلك سلوكهم، وأن يزيد وعي هذه الأمة الكريمة حتى ترى الحق وتتبعه وتسلك طريقه مع السالكين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح