البابا يعنّف المرأة ليلة السّنة الميلاديّة… ثمّ يلقي كلمة يدافع فيها عنها!
الخبر:
وصف البابا فرنسيس في أوّل قداس يقيمه في العام 2020، العنف ضدّ النّساء واستغلال أجسادهنّ من خلال “النّزعة الاستهلاكيّة” و”الإباحيّة” بأنّها “تدنيس لله”.
ودافع بابا الفاتيكان في كلمته التي ألقاها في كاتدرائيّة القدّيس بطرس الممتلئة بالمصلّين عن حقّ النّساء في الهجرة سعيا لحياة أفضل لأطفالهنّ، وأدان الذين يفكّرون فقط في النّموّ الاقتصاديّ بدلا من رفاه الآخرين.
وقال “كلّ العنف ضدّ النّساء انتهاك لحرمات الرّبّ”. وأضاف: “إذا كنّا نريد عالما أفضل في العام الجديد، فيجب أن نحفظ كرامة المرأة”. وأكّد أنّ إشراك النّساء في صنع القرار سيجعل الإنسانيّة أكثر سلاما ووحدة. (سكاي نيوز عربية)
التّعليق:
في ليلة رأس السّنة وفي أوّل قدّاس يقيمه صرّح البابا فرنسيس بدفاعه عن حقّ النّساء ووصف العنف ضدّهنّ بأنّه “تدنيس لله”. ومن المفارقة أن يقوم هذا البابا قبل تصريحه ذاك بصفع امرأة على يدها بعد أن جذبته بقوّة محاولة التّحدّث إليه، وقد لاقى تصرّفه هذا انتقادات كثيرة وتناقلت وسائل الإعلام الخبر ما دفعه لتقديم اعتذار “أعتذر بشدّة لقد فقدت صبري بدلا من أن أشكر من حاول الإمساك بيدي”، وتابع بقوله “أنا أقول للسّيّدة، سامحيني على ذلك التّصرّف السّيئ الذي بدر منّي”.
إنّ البابا ولئن افتتح السّنة بصفعة لامرأة فإنّه سار في قدّاسه الأوّل على الدّرب الذي رسمه النّظام العالميّ السّائد والذي وظّف كلّ الوسائل والأساليب لتثبيته. فقد رفعت عناوين عديدة ورفرفت شعارات كثيرة تدافع عن المرأة وتنادي بمساواتها بالرّجل وعقدت عدّة مؤتمرات واتّفاقيّات تلزم الدّول بنشر هذه المفاهيم وبثّها لتكون معيارا عالميّا إنسانيّا يجمع العالم كلّه تحت كنف نظام وحيد “النّظام الرّأسماليّ”. هذا النّظام الذي جعل من المرأة قضيّة يوظّفها لينشر من خلالها مفاهيم حضارته الغربيّة ويجعلها جامعة شاملة للبشريّة فيحكم قبضته على العالم.
يصف البابا العنف بأنّه تدنيس لله ويقوم في آنٍ بتعنيف المرأة ليكشف بتناقضه هذا أنّه لم يخرج عن دائرة المتشدّقين بالدّفاع عن حقوق المرأة فهم يظهرون استماتتهم في ذلك ولكنّهم في الواقع ينتهكونها. يوهمونها بمكاسب ويثقلون كاهلها بمتاعب فتلهث واهمة وراء سراب المساواة بالرّجل!
لو قام إمام مسلم بهذا التّصرّف الذي أقدم عليه البابا لقامت الدّنيا ولم تقعد ولنظّمت الجمعيّات النّسويّة المظاهرات وأصدرت منظّمات المجتمع المدنيّ البيانات… ولوجّهت أصابع الاتّهام للإمام بأنّه أهان المرأة وحقّرها وقلّل من شأنها وجرّموه ودينه “بالعنف ضدّ المرأة”!
تظهر هذه الحادثة التي افتتحت بها سنة 2020 أنّ الغرب بكلّ ما يملكه من وسائل للسّيطرة والنّفوذ ومنها الإعلام يكيل بمكيالين: فإن تعلّق الأمر بحضارتهم ومفاهيمهم مرّ الخبر بسلاسة حتّى لا يمسّ ذلك منهما ويطعن فيهما واعتبر خطأ بسيطا، أمّا لو تعلّق بالإسلام وبأهله فتوجّه نحوه الأسهم ليتّهم بالإرهاب وبأنّ أحكامه ظالمة قاهرة جائرة!!
لا إله إلّا الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، سبحانه جلّ وعلا ليس كمثله شيء وهو خالق كلّ شيء بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير. سبحانه كرّم المرأة وجعلها عرضا يجب أن يصان وشرع ما يحفظ لها كرامتها من الأحكام ما لا يأتيها باطل ولا نقصان… والحمد لله رب العالمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت