ضبط البوصلة
الخبر:
نشرت صحيفة فايناشال تايمز مقالا لإدوارد لوس بعنوان “حقوق المسلمين تواجه معركة طاحنة بينما يغض العالم الطرف”. ويقول الكاتب: تخيلوا لو اعتقلت الصين ما يزيد على مليون نصراني، أو قالت الهند إنها ستقبل جميع اللاجئين إلا النصارى.
ويضيف أنه لو حدث ذلك، لأصبح الغرب في حالة غضب عارم، ولكن هذه الإجراءات اتخذت بحق المسلمين، فإن الغرب لم يحرك ساكنا. (2020/01/03)
التعليق:
بطبيعة الحال لن يبالي الغرب الكافر بحالنا ونحن لا ننتظر منه شفقة كي يناصر قضايانا، كيف لا وهو العدو القائم على هذه الممارسات ضد المسلمين في العالم، فهو الذي استبسل للقضاء على دولة الخلافة وساعده في ذلك العملاء مِن العرب والترك، ومنذ ذلك اليوم والأمة تعيش حالة خضوع وهيمنة على بلادها وحواضرها مِن خلال سيطرة الغرب الكافر عليها وعلى مصادر قوتها الجيوسياسية، وفوق ذلك يضع الغرب عملاء له يحكمون بغير ما أنزل الله مخالفين بذلك عقيدة الأمة ويحاربون دينها ومَن يدعو لتحكيمه، فواقع الحال أننا أمة مشرذمة ضعيفة مُهيمن عليها…
ونحن نرى كيف يستهتر حكام المسلمين بدماء الناس وعدم المبالاة بحياتهم وعدم رعايتهم ولا الرفع مِن شأنهم وقيمتهم على المستوى الإقليمي والدولي، فكان مِن الطبيعي أن لا ينظر العالَم إلينا إلا بنظرة استخفاف، وأن يتجرأ الكافر علينا بكل وحشية دون أن يجد رادعاً.
وهذه الحقائق ماثلة للعيان ويعلمها عموم الناس، ومعرفة واقع حالنا البائس ليست بالأمر الجديد وهذا صحيح، لذلك يجب أن نسأل: ما هو المخرج الفعلي الذي يعيد كرامة الأمة الإسلامية ويرفع مِن قيمتنا أمام الأمم ويحقق لنا قيمة في الموقف الدولي تُزيل وساوس الشيطان من رؤوس الكفار والعملاء الذين يستفردون بنا قتلاً وتشريداً وتجويعاً؟
إن المسلم المبدئي يعلم علم اليقين أن الإسلام وضع له سبيل للخروج من هذا التيه الذي نعيشه، وهذا السبيل هو سبيل واحد لا غير؛ الالتزام بأحكام الله ورسوله وعدم مخالفتهما، فحتى تستعيد الأمة وضعها الطبيعي وتخرج من وضع التفكك والتشرذم والضعف، عليها العمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، فالكتاب والسنة يدعواننا للعمل لتحكيم الإسلام لا القعود والسكوت على ما يحصل لنا في شتى بقاع الأرض وأهمها عدم تحكيم الإسلام، فلا بد من تحرك شرعي مبدئي يضع هدفه وغايته العمل لتحكيم الإسلام من خلال دولة هي دولة الخلافة. هذه الدولة ستوحّد بلاد المسلمين تحت ظل حاكم واحد تبايعه الأمة، وتجهز الجيوش وتستنفر الطاقات لكبح يد المستعمر وطرده من بلادنا، حينها ستقوم لنا قائمة حقيقية لا مجرد سراب وأحلام، فهذا ما وعدنا الله سبحانه وبشرنا الرسول محمد r به.
هذه الخلافة ستعيد كلمات ملك الصين الذي قال واصفاً جيش دولة الخلافة: “ما لي برجال إذا أرادوا خلع الجبال لخلعوها”.
فنحن ندعو المسلمين للعمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة لنضع حدا حقيقيا لهذه الجرائم البشعة التي تُرتكب بحق إخواننا المسلمين في كل مكان.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود الفاتح