لكل داء دواء، والخلافة دواء لكل داء
الخبر:
رئيس تحرير شبكة معا الإعلامية د. ناصر اللحام وفي حديثه حول اتفاقية سيداو، قال إنّها أزمة مفتعلة لأسباب حزبية، وأن التوقيع عليها مهم؛ حتى تكون فلسطين جزءا من المنظومة الدولية، داعياً القلقين من اتفاقية سيداو إلى الاطمئنان أنه لا يوجد في فلسطين زواج مدني؛ لأن الزواج شرعي ويسجل ولا يجوز إلا بالإشهار والمهر.
وتابع: الحكومة لا تستطيع تطبيق اتفاقية سيداو بحذافيرها في ظل وجود منظومة مجتمعية، وأن التوقيع على الاتفاقية سياسي ولم يكن الهدف منه النيل من الشريعة، ولولا التوقيع على سيداو والعديد من الاتفاقيات لما قبلتنا محكمة الجنايات الدولية. (وكالة معا الإخبارية 2019/12/28م)
التعليق:
بعد زوال حكم الإسلام انتقضت عرى الإسلام عروة عروة، ولم يبق من أحكام وقيم إسلامية إلا وحاربنا الكفار فيها، ومما ابتلينا به في أيامنا هذه والعياذ بالله فوق كل ما نعانيه من أشكال الاستعمار وألوانه، هو تلك الحرب الشرسة، التي يشنها الكفار ويساندهم عملاؤهم من الحكام وأعوانهم ومؤسساتهم ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في بلاد المسلمين، لنشر الفساد في البلاد الإسلامية، حرب أحد أسلحتها “اتفاقية سيداو”، هذه الاتفاقية بما تحويه من مواد وبنود، هي في حقيقتها تمرد على صنع الله سبحانه وتعالى بإعلانها إلغاء الفطرة الربانية حيث تعتبر أن أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد للمرأة يتم على أساس الجنس، هو تمييز لها عن الرجل ويجب محاربته والتصدي له، واستخدمت الأمم المتحدة التي أنتجت هذه الاتفاقية سلاح إجبار الدول الموقعة عليها على تنفيذ جميع بنودها، وتعديل دساتيرهم على أساسها، مدعية حرصها على المرأة ومنادية بمساواتها مع الرجل في كل شيء.
ولأن هذه الاتفاقية اعتبرها المؤمنون الصادقون الأتقياء من رجال ونساء أصعب على أنفسهم من قتال الكفار بالسلاح، وأنها حرب تحتاج منا جهاداً نوعيا للحفاظ على شرع الله وأحكامه، لذلك وقفوا في وجه المنادين بها والمؤيدين لها يحذرونهم من غضب الله وغضب الأمة، وقفوا بكل قوة وجرأة يشرحون للناس شرورها ومفاسدها ومآلات تطبيقها، وأنها آفة ومرض لا بد من الوقاية منه قبل أن يستشري ويصبح وباء، وحينها ستكون ضحاياه أكثر عددا وأصعب علاجاً.
إن د. ناصر اللحام في محاولته لطمأنة الناس لهذه الاتفاقية وآثارها، من أن (التوقيع عليها أمر سياسي فقط، وأنه لا يمكن تطبيقها بحذافيرها في مجتمعنا وأن الهدف منها ليس النيل من الشريعة الإسلامية)، كل هذا ليجعل الناس تتعامل مع الاتفاقية كتعاملها مع المرض الصامت تتجاهل أعراضه البسيطة ولا تعيره اهتمامها وإن احتاجت تتناول المسكنات مما يفسح المجال لأن يستشري المرض في الأمة ويصبح لا علاج له إلا باستئصال ما تلف أو انتظار النهاية المميتة.
إن لكل داء دواء، وإن أمراض الأمة الإسلامية في محاولة حرفها عن دينها وعقيدتها وأحكامها الشرعية، وما جرّه الاستعمار عليها من قتل وتشريد وسجن وتعذيب وسرقة لثروات بلادها؛ جعل الناس ينتفضون ويخرجون مطالبين بالتخلص من حكام عملاء تسلطوا عليهم لصالح أسيادهم الكفار، أرادوا الشفاء فجربوا أنواعا من الأدوية والعلاجات، وما زادهم ذلك إلا فتكا بهم، وما اتفاقية “سيداو” إلا معاهدة دولية نُسِجت خيوطها من ثلاثين مادة (مسرطنة)، ولا علاج إلا باستئصالها وتنظيف جسم الأمة مما علق به منها، باستخدام دواء شاف يقيها ويحميها ويزيد مناعتها لتكون قادرة على التصدي في وجه كل ما يمكن أن يؤذيها، وهذا الدواء، هو ما وعدنا به الله سبحانه وتعالى وبشرنا به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه، هي الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهي وحدها، بنظامها الكامل الشامل النافع، المنقذ لكل بني الإنسان الدواء لكل داء.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله