Take a fresh look at your lifestyle.

الغرب ووكلاؤه يؤججون النزاعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية على مواردها الهائلة

 

الغرب ووكلاؤه يؤججون النزاعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية على مواردها الهائلة

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أفادت صحيفة “ديلي مونيتور” الأوغندية يوم الثلاثاء الموافق 24 كانون الأول/ديسمبر 2019 أن رئيس الوزراء الكونغولي السابق أدولف موزيتو دعا الحكومة إلى شن حرب على رواندا المجاورة كوسيلة لإنهاء عنف المليشيات. وقال رئيس الوزراء السابق فى مؤتمر صحفى فى كينشاسا “يتعين علينا شن حرب على رواندا لاستعادة السلام فى بلادنا. تؤثر رواندا على سياساتنا. وكذلك الحال بالنسبة لأوغندا”. وقال “لا يمكننا صنع السلام إلا من خلال تهديد رواندا واحتلال أراضيها إذا أمكن ذلك بضمها”. ونأى اثنان من زعماء لاموكا، المعارضة الرئيسية في البلاد، مويس كاتومبي وجان بيير بيمبا، بنفسيهما عن تصريحات موزيتو، قائلين إنهما “فوجئا” بتعليقاته.

 

التعليق:

 

تُظهر تصريحات ألدوف موزيتو كيف يغرق السياسيون بتهديد بلدانهم بالنزاعات والحروب أثناء هرعهم بحثاً عن سلامتهم الخاصة على يد أسيادهم الاستعماريين الغربيين تاركين وراءهم الملايين من الناس في كمد. ومع ذلك، تشير تعليقاته إلى كيفية تأجيج الصراع في جمهورية الكونغو الديمقراطية من أطراف خارجية إقليمية ودولية. كان هذا بعد الإطاحة بنظام الهوتو في رواندا، حيث يُعتقد أن أكثر من مليونين من الهوتو فروا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية خوفاً من أعمال انتقامية ضدهم من الحكومة الجديدة التي يسيطر عليها التوتسي والذين كان من بينهم العديد من رجال المليشيات المسؤولين عن الإبادة الجماعية. في أواخر التسعينات من القرن الماضي، اتهمت رواندا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية السابق كابيلا بعدم التحرك ضد متمردي الهوتو وحاولت الإطاحة به، ما أدى إلى نشوب صراع دام خمس سنوات. من عام 1998 إلى عام 2003، قاتلت القوات الحكومية المدعومة من أنغولا وناميبيا وزيمبابوي المتمردين المدعومين من رواندا وأوغندا فيما يعرف باسم حرب الكونغو الثانية التي أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثة ملايين. على الرغم من اتفاق السلام في عام 2002 وتشكيل حكومة انتقالية في عام 2003، استمرت أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات المسلحة ضد المدنيين في المنطقة الشرقية.

في أوائل عام 2019، قررت خمس دول من البحيرات الكبرى وهي جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي ورواندا وتنزانيا وأوغندا دمج عملياتها العسكرية في المنطقة. حقق الجيش الكونغولي في الأشهر الأخيرة العديد من الانتصارات على المليشيا المعروفة باسم المجلس الوطني لتجديد الديمقراطية، وهو حزب سياسي أنشأه اللاجئون الروانديون في الكونغو بعد الإبادة الجماعية التي قام بها الهوتو في عام 1994 على يد التوتسي. رحبت الحكومة الرواندية التي يسيطر عليها التوتسي بالعمليات المناهضة للمليشيات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، قائلة إن أراضيها كانت مستهدفة من متمردي الهوتو.

 

كان نظام جمهورية الكونغو الديمقراطية في قلب حربين إقليميتين مريرتين بين عامي 1997 و2003، شملت جارتيها رواندا وأوغندا، حيث اتهم كينشاسا رواندا وأوغندا بمحاولة زعزعة استقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية بينما قال جيرانها إن المليشيات المعارضة لحكومتيها قد استخدمت جمهورية الكونغو الديمقراطية كقاعدة خلفية للهجمات. منذ ربع قرن، ابتلي الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية بانعدام الأمن بسبب وجود العشرات من الجماعات المسلحة المحلية والأجنبية. واحدة من أبرز الجماعات المتمردة التي ظهرت في أعقاب الحرب كانت تعرف باسم حركة 23 آذار/مارس (M23)، والتي تتكون في المقام الأول من عرقية التوتسي الذين كانوا بلا شك يدعمون الحكومة الرواندية.

 

لا شك في أن جمهورية الكونغو الديمقراطية ثرية للغاية – وكبيرة للغاية وذات حجم مماثل لأوروبا الغربية وغنية بالألماس والذهب والنحاس والكوبالت والزنك. الدولة التي تعد الأكبر في أفريقيا من حيث مساحة الأراضي لديها أيضاً إمدادات من الكولتان، والذي يستخدم في الهواتف المحمولة وغيرها من الأدوات الإلكترونية، والكاسيتريت، المستخدم في تغليف المواد الغذائية. لذلك، فإن مواردها الهائلة جعلت لدى اللاعبين الأجانب من الولايات المتحدة وأوروبا مصالح خاصة في الكونغو. إن الاستراتيجيات المعتمدة حديثاً والتي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تبنتها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي تدعمه الولايات المتحدة بالتوازي مع محاولة تشيسيكيدي للتوصل إلى اتفاق أمني جديد مع الدول المجاورة، ما يزيد من المخاطر على ثروات الدول.من الواضح أن الجهات الدولية الفاعلة ساهمت في نزاعات البلدان التي ترتكز أساساً على الموارد الهائلة. حرضت الولايات المتحدة على احتلال جمهورية الكونغو الديمقراطية من وكيليها رواندا وأوغندا في أواخر التسعينات من القرن الماضي، وأدت المذابح التي أعقبت مقتل 6.9 مليون كونغولي إلى تدمير البلاد. كان هدف واشنطن هو نهب ثروات الكونغو المعدنية الضخمة من خلال قوات رواندا وأوغندا التي دعمت قوات المتمردين لوضع الكونغو تحت نفوذها. من ناحية أخرى، تعمل كل من فرنسا وبلجيكا وبريطانيا بجد للحصول على عملائها السياسيين وحتى دعم بعض المتمردين ضد طموحات أمريكا.

 

لذلك فإن صراع المصالح الاقتصادية بين القوى الأجنبية قد حول الكونغو إلى بلد تهيمن عليه الحرب. لا شك أن الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية حتى بعد تنحي جوزيف كابيلا وتولي فيليكس تشيسيكيدي الرئاسة، بعد إعلان فوزه في 30 كانون الأول/ديسمبر 2018، لا يزال متوتراً. إن الإدارة الحالية لفيليكس تشيسيكيدي ليس لديها أي فرق كبير عن إدارة سلفها جوزيف كابيلا من حيث بيع ثروات البلاد إلى كبار أصحاب المليارات الرأسماليين، مما يترك العديد من الكونغوليين يعانون من الفقر المدقع.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

2020_01_07_TLK_2_OK.pdf