Take a fresh look at your lifestyle.

التزام الصمت ضد الإصلاحات الليبرالية هو دعوة للفجور

 

التزام الصمت ضد الإصلاحات الليبرالية هو دعوة للفجور

 

 

 

الخبر:

 

 

الإصلاحات الشاملة التي قام بها محمد بن سلمان قد غيّرت تماماً تركيبة المجتمع في السعودية. فقد كانت البلاد في وقت ما حصناً للقيم الوهابية المحافظة ولا تفسح المجال للقيم الليبرالية العلمانية. بينما أنهى ولي العهد قانون الفصل بين الجنسين في المطاعم، وسمح للنساء بالسفر دون محرم، وشجّع الاختلاط الفاحش بين الرجال والنساء تحت ستار الترفيه، وعلاوة على ذلك، فتحت الحكومة السعودية أبواب البلاد أمام السيّاح غير المسلمين من جميع أنحاء العالم.

 

التعليق:

 

 لم يكن في السابق يخطر على بال أي من المحافظين من العلماء أيّ من هذه الأمور، بل كان أيضاً موضوعاً محظوراً، لم يكن لأحد الحق في السؤال عنه أو المطالبة بتحقيقه. ولكن في غضون بضع سنوات، تم تخطي كل هذه الخطوط الحمراء دون أي معارضة كبيرة، سواء من النخبة السعودية أو المؤسسة الوهابية المحافظة. وعلى العكس من ذلك، فقد انتشر الابتذال واللامبالاة في المجتمع بأسره كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الإلكتروني. وهذا هو حجم البذاءة التي تسعى السلطات من أجل نشره بين السعوديين المحافظين، والذي يرتبط غالباً بالغربيين. وهذا يثير التساؤل عما إذا كان كلا الفصيلين إلى جانب العائلة المالكة السعودية يطمحون سراً إلى نشر القيم الليبرالية العلمانية، ولكنهم كانوا خائفين من الرأي العام بسبب الدعوة لهذه التغييرات؟

 

يقال إن التغيير يبدأ من الأعلى، وفي حالة السعودية، فإن رياح التغيير بدأت من ولي العهد ومؤيّديه من الأثرياء. وفي الواقع، فقد سبق ولي العهد الجاهلية في قريش، بدعوته وإحضار المغنين والموسيقيين من جميع أنحاء العالم، مستخدمين الألفاظ النابية في الحفلات الموسيقية، وقد تجاوز ولي العهد شرور قريش، فلم يروِ التاريخ أن قريشا قد دعت المغنين من بلاد فارس والروم للقيام بحفلات المجون! يقول الله q: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً﴾.

 

إنّ عصيان النخبة لأوامر الله سوف يدمّر المجتمع ما لم ينقلب العلماء والناس على موجة الشر والأذى التي ابتليت بها البلاد من حكامهم. ولكن مع ذلك فإن هناك العديد من العلماء اختاروا الوقوف على الحياد، مفضلين أن يظلوا صامتين، بل يدافع بعض “العلماء” علانية عن تصرفات ولي العهد.

 

إنّه لأمر مخز أن نجد المؤسسة الوهابية التي تفتخر كثيراً بتبنيها لعقيدة التوحيد والدعوة للأخلاق الحميدة أن تصبح مع الإصلاح الليبرالي الذي يقوم به ولي العهد، قال رسول الله r : «الْعُلَمَاءُ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ» رواه الترمذي. فهل هناك من “الوهابيين” من يتخذ موقفا حازما ضد ولي العهد لشنه الحرب على القيم الإسلامية؟

 

إذا فشل العلماء في أداء واجباتهم، فلن يتم إنقاذ الناس من الأذى الذي يقوم به حكامهم، قال رسول الله r : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» رواه الترمذي. ومن الواجب على أهل نجد والحجاز أن يمنعوا نخبهم من مخالفة أوامر الله، فإن في السكوت عن المنكر غضب الله ونذير لإنزال عقوبته. ومن الخطر للإنسان العادي أن يظل هادئاً وأن يقتصر على الدعاء! يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. وبالتالي فإنّه يجب على الناس أن يأخذوا على عاتقهم تغيير الوضع البائس إلى وضع يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله r ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

2020_01_08_TLK_1_OK.pdf