إن الظلم لا يُرفع باعتذارات تاريخية يا رئيس الوزراء!
الخبر:
وصل رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، الخميس 09/01/2020م،، برفقة عدد من المسؤولين، والمبعوث الأمريكي الخاص للسودان دونالد بوث إلى كاودا بولاية جنوب كردفان، في زيارة وُصِفت بالتاريخية، مستقلا طائرة تخص برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث غير مسموح للطيران السوداني الهبوط في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركات المسلحة.
التعليق:
كتب رئيس الوزراء حمدوك في منشور له على الفيس بوك، وهو متوجه إلى مدينة كاودا قائلاً: (إننا ندرك حقا حجم المعاناة والظلم الذي تعرض إليه أهلنا هناك)، وقال: (على الرغم من سياسات التهميش والتغييب التي مارسها النظام البائد في حقكم إلا أنكم لم تخرجوا عن عقولنا وقلوبنا).
إن الظلم، والمعاناة، والتهميش الذي أصاب أطراف البلاد ووسطها، هو نتيجة للحكم بالنظام العلماني الرأسمالي، الذي يحارب الإسلام، حيث أقصاه عن الحكم والسياسة والاقتصاد، نظام علماني ظلت تطبقه كل الحكومات منذ (الاستقلال) إلى يومنا هذا، أفضى بالبلاد نحو هاوية التشرذم والتفتيت والفقر، فصبر بعض الناس، وبعضهم حمل السلاح في وجه الدولة. إذن المشكلة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي وجود نظام علماني ظالم وضعته عقول بشرية قاصرة عن إدراك حاجات الإنسان، فأشبع الحكام وحدهم، وأفقر الناس وتركهم يعانون الفاقة، فقد ساءت أوضاعهم المعيشية وتفاقمت مشاكلهم حتى بلغت عنان السماء، فانفجروا غاضبين مطالبين بحياة كريمة. وتعلمون علم اليقين أن الحياة الكريمة بالطبع لا توجد إلا في ظل أحكام اللطيف الخبير.
إن علاج قضايا البلاد ليس باعتذارات تاريخية، فالقضية هي نبذ العلمانية، وإيصال الإسلام إلى موضع التطبيق والتنفيذ، وهي مسألة لا تحتمل انتظاراً، بل يجب حسمها بأقصى طاقة وأقصى سرعة، ولا مجال لقول رئيس الوزراء: (إن الزيارة تأتي في إطار “تقديم اعتذار تاريخي” للمواطنين السودانيين في المنطقة حيال مظالم وعمليات قتل وترويع تمّت…)، هذه الجرائم مسؤول عنها الوسط السياسي المتسخ بالفكر العلماني في السودان، ومن ورائه الغرب العلماني المستعمر. إن أهل المنطقة على عجلة من أمرهم لقطع دابر الظلم من بلادهم، وذلك بإنزال أحكام رب العباد موضع التطبيق والتنفيذ، عاجلاً غير آجل، عبر دولة حددها نبينا e بصورة لا تحتمل التأويل، دولة لا يُظلم في ظلها أحد، هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فالخلافة تعمل على إيقاف هذه المظالم التي وقعت من كل الأطراف المتحاربة، وردها دون تسويف، غير أنكم زللتم عن الصراط واتخذتم منحىً مغايراً، وانحرفتم بالقضية نحو تثبيت الظلم، وجذوره بالعلمانية نفسها.
إني على يقين، طالما رحبت دول الترويكا “أمريكا، بريطانيا، النرويج” بزيارتكم هذه، وطالما برفقتكم في هذه الزيارة المبعوث الأمريكي سيد العلمانيين في السودان، فإنه سيسوقكم سوْق الإبل، كما كان حال النظام البائد، ويلزمكم بإعلان السودان دولة علمانية صراحة دون مواربة، وهذا مؤذن باستمرار تدهور حال البلاد، من سيئ إلى ما هو أسوأ منه، ولا مخرج غير إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ دولة الحق والعدل والسلام، تسود فيها أحكام الإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ/ يعقوب إبراهيم – الخرطوم