هل عادت المياه إلى مجاريها؟!
الخبر:
التقى رئيس مكتب الأمن الوطني التابع للنظام السوري، علي مملوك، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي، حقان فيدان، في روسيا بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وبحسب الوكالة فإن لقاء ثلاثياً سورياً – تركياً – روسياً عُقد اليوم، الاثنين 13 من كانون الثاني، في موسكو بحضور مملوك وفيدان وعدد من المسؤولين الروس.
وطالب وفد النظام من تركيا الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية “سوتشي” الموقعة بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في أيلول 2018، بشأن إدلب فيما يخص إخلاء منطقة “خفض التصعيد” ممن أطلقت عليهم الوكالة مسمى “الإرهابيين” وفتح الطرقات الدولية. (عنب بلدي)
التعليق:
يتساءل الكثير من المتابعين لشؤون الثورة السورية وطبيعة الدور التركي فيها؛ هل عادت المياه إلى مجاريها؟ وخاصة بعد اللقاء المعلن مؤخرا بين رئيس مكتب الأمن الوطني للنظام السوري، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي؟
ونقول إن المياه لم تخرج عن مجاريها منذ انطلاقة ثورة الشام وحتى يومنا هذا، ولن تخرج عن مجاريها ما دام حكام المسلمين؛ وخاصة النظام السوري العميل لأمريكا؛ والنظام التركي الذي يدور في فلكها يسيران سويا في خدمة السياسات الأمريكية.
ولعل المتابع لطبيعة الدور التركي يرى ذلك بوضوح؛ فقد استطاع النظام التركي فعل ما لم تستطع فعله جميع الدول، فكان دوره هو الأساس الذي بنيت عليه جميع الأدوار، ولولاه لما نجح النظام الروسي والنظام الإيراني ومرتزقته تحقيق أي تقدم يذكر، وقد بات معلوما للجميع ارتباط قيادات الفصائل بقرارات النظام التركي والتزامهم بخطوطه الحمراء، ومحوره الواحد وما نتج عن هذا الارتباط من كوارث لا يتسع لذكرها هذا التعليق السريع.
ولا يزال النظام التركي مستمرا في لعب دوره والحرص على تدفق المياه في مجاريها حتى يعيد أهل الشام إلى حظيرة نظام الإجرام إن استطاع، وكل ذلك تحت شعار الحرص عليهم، ووقف شلال الدماء! ولكن سيكون لأهل الشام كلام آخر وخاصة بعد أن تبين للجميع تآمر النظام التركي عليهم، وبعد أن تبين للجميع ارتباط قيادات الفصائل به، هذه القيادات التي التزمت وتلتزم بما يعقده النظام التركي من اتفاقيات ليس آخرها ما نتج عن مؤتمر سوتشي من قرارات أحدها تسليم الطرقات الدولية لطاغية الشام. قال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا