الرأسمالية تحتضر، والمستقبل للإسلام
(مترجم)
الخبر:
منتدى دافوس الاقتصادي العالمي السنوي ومقياس إدلمان للثقة
التعليق:
بينما يحتفل القلب النابض للرأسمالية باجتماعه السنوي الخمسين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية ويتحدث عن المبدأ التأسيسي للمنتدى، و”أصحاب المصلحة” الرأسمالية ومستقبل العالم، فإن الناس العاديين في العالم يعانون بسبب عواقب الرأسمالية؛ فيفقدون أملهم في النظام وهم سلبيون تجاه المستقبل.
وفقا لمقياس إدلمان للثقة، وهو أكبر مسح عالمي حول الثقة في الأعمال التجارية والحكومة ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، فإن 71 في المائة من عموم المجيبين في 28 دولة “من أكثر البلدان نموا وازدهارا” وافقوا على القول بأن: “الرأسمالية كما هي اليوم ضررها أكثر من نفعها في العالم” في تصنيفات “الإحساس بالظلم”، و”الرغبة بالتغيير”، و”الافتقار للثقة”! بينما وافق 78% على أن “النخب تزداد ثراء بينما يكافح الناس العاديون لدفع فواتيرهم”. ويقول 72% من عموم المجيبين أن “النظام” لا يعمل لصالحهم ويعتقدون أن مصالح القلة فقط هي التي تتم خدمتها.
إن الناس في الدول الأوروبية الرئيسية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا متشائمون بشأن المستقبل، ويعتقد معظمهم أنهم وأسرهم لن يكونوا أفضل حالا في غضون خمس سنوات. 83% من المحظوظين بأن لديهم عملاً يشعرون بالقلق من أنهم سوف يفقدون وظيفتهم. وهناك أيضا 60% من الناس يشعرون بالقلق إزاء أزمة اقتصادية وشيكة. والأقل ثقة هم الأثرياء جدا والقادة الحكوميون والزعماء الدينيون والصحفيون على التوالي.
أيضا 76% قلقون حول المعلومات الكاذبة أو الأخبار المزيفة التي يتم استخدامها كسلاح. وهناك الكثير من الإحصاءات في فئات مختلفة تم مسحها، والتي لا يمكننا تفصيلها الآن. ومع ذلك، فإن المذكور أعلاه يكفي للحصول على فهم حول موقف الناس ضد الرأسمالية. ومن التفاصيل البارزة أنه لم يشارك في الاستطلاع أي بلد إسلامي باستثناء السعودية وإندونيسيا والإمارات. إن نتيجة الدراسة الاستقصائية هي مؤشر على ما يعتقده الناس في الدول الرأسمالية حول الرأسمالية. فالناس لا يثقون بالنظام الرأسمالي، وقادته، واقتصاده، واستقراره، ومعلوماته، وأخلاقه. إذا كان علينا أن نترجم هذه البيانات فيمكننا أن نستخلص الاستنتاج بأن الثقة في الرأسمالية ميتة أو شبه ميتة. وعدم وجود أي بديل يطيل عمر هذا النظام الفاسد.
ينبغي أن يؤخذ هذا باعتباره درسا مهما للمسلمين الذين قد يميلون قليلا نحو هذا النظام، فقد اعتبرها أهلها بأنها غير جديرة بالثقة وعاجزة، وأنها سبب إخفاقهم ويرغبون في تغييرها.
خاصة عندما يكون لدينا بديل ممتاز لهذا النظام الفاشل؛ وهو الإسلام. فهو النظام الوحيد الذي أثبت في الماضي أنه جدير بالثقة والقادر على حل قضايا الناس. سواء أكان نظامه، وقادته، واقتصاده، واستقراره، ومعلوماته، وأخلاقه وغيرها…
إن الإسلام هو الذي يملك الحل لمشاكل كل الناس، بغض النظر عن كونهم مسلمين أم غير ذلك. بالنسبة لنا فإن المهمة النبيلة هي تطبيقه وتقديمه إلى العالم باعتباره الحل الصحيح الوحيد الذي سينقذ الناس من ضيق الرأسمالية وجورها إلى عدل الإسلام ورحمته.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا