مع الحديث الشريف
باب العلم والعظة بالليل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب العلم والعظة بالليل”.
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَعَمْرٍو وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ هِنْدٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ “سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنْ الْفِتَنِ وَمَاذَا فُتِحَ مِنْ الْخَزَائِنِ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الْآخِرَةِ“
هذا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا حرصه على أهل بيته، يطلب من زوجاته أن يأخذن من هذه الخزائن، خزائن الخير والمعرفة، تصديقا لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قُوا أَنفسكم وأهليكم نارا}. فهذه الرسالة لهنَّ ولكل مسلم ومسلمة: أن أيتها الأمة لا تنخدعي طويلا ببهرجة الحياة، فرب كاسية عليها فاخر الثياب، وهي عارية في الحقيقة؛ لأن هذه الثياب وإن كانت من أغلى الثياب قيمة ومن أجملها لكنها لا تستر، والواقع يشهد بذلك، وإذا كانت عارية في الدنيا، وإن كانت في عرف الناس كاسية تكون يوم القيامة عارية.
أيها المسلمون:
ما نراه في هذا الزمان من لباس النساء ومن خروج الفتيات متبرجات كاسيات عاريات، ليأخذن ألباب الرجال، ليرى الرجل ما تحت الثياب، ما نراه ليجعل الحليم حيران، غرب يرسم ويفصل، وأمة تشتري وتلبس، فمن المسئول يا تُرى؟! لا شك أن المسئولية تقع على الفتاة أولا، وعلى من يعولها ثانيا، ولكننا إذا ما تكلمنا هنا بصورة أكبر، فإننا نتكلم عن المجتمع وعن الأمة لنرى الحاكم، لنرى أنه المسئول الأول أيضا عن سلامتها من الفجور ومن التبرج والعري، فأين هو الحاكم؟! أين هو الخليفة الذي يأخذ بيدها إلى بر الأمان فيمنع كل عري وفجور ومجون؟ أين من يعمل لإيجاده لتعيش الأمة في عفة وطهارة وعرض مصون؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم