مع الحديث الشريف
باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا”.
حدثنا مسدد قال: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس بن مالك قال ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل: “مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قَالَ: أَلَا أُبَشِّرُ النَّاسَ، قَالَ: لَا إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا ”
الحديث رسالة تبين عظم فضل التوحيد وثمرته، فالناس يخطئون وهذا طبعهم، ويرتكبون المعاصي ويقترفون الآثام، والله وعد من يتوب منهم بالمغفرة. ولكن إذا تعلق قولهم أو فعلهم بالشرك فإن الأمر يختلف، إذ أن الله يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به، فمن لقي الله بذنوب ومعاصي خالية من الشرك فسيدخل الجنة، وهذه بشرى رسولنا الكريم لمعاذ ولغيره من المسلمين. وبحسب مفهوم المخالفة هنا نقول: من لقي الله يشرك به شيئا دخل النار.
أيها المسلمون:
ما نراه اليوم من حكام المسلمين وأتباعهم من وزراء وعلماء ومسئولين ومفكرين ليندى له الجبين، فهذا الواقع الأليم الذي تشهده الأمة دفع بهؤلاء لأن يدخلوا جحر الضب لا ليلدغهم فقط؛ بل ليسري سمّه في عروقهم وليشاركوا الغرب معاركه ضد المسلمين شاهدين على أنفسهم بالشرك بل وبالكفر بما أنزل الله من أحكام لتغيير هذا الواقع المرير. فأين ذهبوا ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم