Take a fresh look at your lifestyle.

ويتواصل إلهاء الشعب بمناكفات تشكيل الحكومة

 

ويتواصل إلهاء الشعب بمناكفات تشكيل الحكومة

 

 

 

الخبر:

 

– عبر رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني، عن تمسك الحركة بحكومة سياسية برلمانية قوية، وتوسيع المشاورات مع الكتل البرلمانية دون استثناء. “راديو شمس إف إم”.

 

– أجمع المكتب السياسي لحزب قلب تونس على خطورة الوضع العامّ في البلاد وخصوصا بوادر تشكيل الحكومة (2020/1/24).

 

– قرّر المجلس الوطني لحركة الشعب مبدأ المشاركة في حكومة الفخفاخ في بيان له في 2020/1/26.

 

– أكد المجلس الوطني للتيار الديمقراطي عن ارتياحه لتكليف السيد إلياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة في بيان له صدر في 2020/1/25.

 

التعليق:

 

هكذا هو المشهد السياسي في تونس؛ مناكفات، مزايدات، تجاذبات…

 

الكل يبحث عن نصيبه من الكعكة وعن نصيبه من النفوذ، ولكن فقط بعناوين مختلفة وبوجوه متلوّنة متخفّية؛ فمنهم من يعتبر ادعاءه محاربة الفساد مدخلاً وهميا لإعلاء صوته، ومنهم من يدّعي الثوريّة والنضاليّة ولا يرى له بديلا في الحكم حتى وإن باع البلاد ورهنها لكبرى المؤسسات المالية الناهبة، ومنهم من يسوّق للائتلافات والتوافقات وتوسيع المشاورات وتدعيم الحزام السياسي للحكومة بأكثر عدد ممكن وهو في الحقيقة تسويق ضمني للانفتاح ومبدأ التعايش السياسي السلمي وما يجلبه من رضا غربي باحث عن استقرار مفقود.

 

في خضم كل هذه التجاذبات السياسية، بين مختلف أطراف الطبقة السياسية الحاكمة منها والمعارضة، يبقى الرهان الحقيقي والمبحث الجدّي، غائباً إن لم نقل مُغيّباً، يبقى مطلب الشعب الرئيسي الذي خرج ونادى به في ثورة هزّت أركان الطغاة “الشعب يريد إسقاط النظام”، يبقى محبوسا بين قضبان أفكار مضبوعة لرؤية سياسية تأتينا أو بالأحرى تُفرض علينا من وراء البحار.

 

ففي حين نكتوي بنار إفرازات هذا النظام الرأسمالي المتوحش على كل المستويات؛ ارتفاع نسبة البطالة، ارتفاع نسبة المديونيّة، ارتفاع نسبة التضخم، انزلاق قيمة الدينار، ارتفاع نسبة الجريمة، ارتفاع نسبة الانتحار، ارتفاع نسبة الأطفال المنقطعين عن الدراسة، ارتفاع نسبة الفقر، ارتفاع نسبة الطلاق، مخدرات، خمر، قمار… كل هذا وكثيرة هي الأرقام، هي لا محال سموم هذا النظام العلماني والفكر السياسي القائم على هوى فئة الواحد بالمائة المتحكمة في رقاب بقية سكان العالم.

 

ففي حين نتجرع مرارة هذا النظام، ونكتوي بنار قسوته وظلمه في ثنايا وتفاصيل حياتنا اليومية، لا نرى ولا نسمع ممن يدّعون زورا وبهتانا أنهم يمثلون الشعب، ولا ممن يدّعون تملقا وتزلفا أنهم يشكلون الطبقة السياسيّة الفاعلة، من منهم يرفع صوته ويصرخ عاليا كفانا ظلم هذا النظام العلماني الجائر، كفانا إفلاسا من هذا الفكر السياسي البائس، كفانا تبعيّة مذلة مخزية مهينة. لا نجد من ينادي بهذا بل بالعكس لا نجد إلا من يطبّل ومن يهلّل ومن يبشّر بهذه التجربة الديمقراطية النموذج والتي لم نر منها إلا الأزمة تلو الأخرى.

 

إن ضرورة المناداة بنظام سياسي جديد وفكر سياسي جديد ومعالجات اقتصادية ومجتمعية جديدة، أصبحت قضية مصيرية، وأصبحت مطلبا معيشيا ملحّا.

 

ولا يمكن اليوم أن نقلع هذا النظام الرأسمالي الفاسد المتعفن إلا بقيام دولة مبدئية تحمل من الأفكار والمعالجات ما تضمن العيش الكريم والأمن والعدل، دولة تخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وهذا ما لن نجده إلا في دولة الإسلام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ممدوح بوعزيز

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس

2020_01_29_TLK_1_OK.pdf