مع الحديث الشريف
أنا أغنى الشركاء عن الشرك
حياكم الله مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في سنن ابن ماجه – كِتَاب الزُّهْدِ – بَاب الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ فَمَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ
جاء في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي في شرح هذا الحديث
قَوْلُهُ: (أَغْنَى الشُّرَكَاءِ) أَيْ أَغْنَى مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُمْ شُرَكَاءُ
قوله: (عَنِ الشِّرْكِ) أَيْ عَمَّا يُشْرِكُونَ بِهِ مِمَّا بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ فِي قَصْدِ الْعَمَلِ.
وَالْمَعْنَى مَا يَقْبَلُ إِلَّا مَا كَانَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ وَابْتِغَاءً لِمَرْضَاتِهِ، وَهَذَا الْحَدِيثُ أَوْرَدَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
إن في هذا الحديث الشريف تحذير من إشراك النية عند العمل، فعلى المسلم أن تكون نيته خالصة لله عز وجل وعدم الرياء.
وقد جاءت كثير من النصوص التي حذرت المسلم من أن بعبادته غير الله، وعدَّت ذلك من عظائم الذنوب بل من الشرك بالله، لأنه ينافي الإخلاص الذي يقتضي أن يقصد المسلم بعمله الله وحده لا شريك له، قال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (البينة:5)
وقد عرّف العلماء الرياء بتعريفات مختلفة، ومدار هذه التعريفات على شيء واحد وهو: ” أن يقوم العبد بالعبادة – التي يتقرب بها إلى الله – لا يريد بها وجه الله عز وجل وحده بل يريد بها عرضاً دنيوياً أياً كان هذا العرض”
نسأل الله أن يجعل عملنا خالصا متقبلا اللهم آمين
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة
عفراء تراب