بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أبو جهل أم حكام الأمة؟!
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ». رواه البخاري برقم 33.
أخلاق طيبة سادت عند العرب قبل الإسلام، وكان لها أثر عظيم في تنظيم حياتهم المجتمعية، ولها سطوة لا يستطيع الفرد التفلّت منها، فكانت تقوم مكان الدين والقانون، ولعل أبرزها الكرم والشجاعة والغيرة والعفّة والوفاء والحلم، وحفظ العهد وحفظ السر والرزانة والترفع عن الدنايا وعن جليس السوء. نعم أخلاق طيبة عرفها المجتمع الجاهلي وصوّرها الشعراء في قصائدهم، فكانت نماذج للأخلاق الساميّة، وجاء الإسلام وأقرّ الطيّب منها.
أيها المسلمون:
حال سقيم عاشته الأمة الإسلامية منذ هدم خلافتها وما زالت تعاني آثاره حتى اليوم، فبعد تغييب المبدأ الإسلامي عن واقع الحياة، وبعد تغلغل الفكر الرأسمالي في المجتمعات الإسلامية، بدأ يطفو على السطح الكذب والفجور والغدر والنفاق بشكل فاضح ولافت للنظر، حتى صارت هذه الصفات تسير مع الحياة وكأنها أمر طبيعي. فإذا كان المجتمع الجاهلي قد ترفّع عن هذه الصفات؛ فهل يمكننا القول أن حكام الضرار هذه الأيام أكثر جورا وأعظم جرما من أبي جهل وأبي لهب؟ نعم يمكننا قول ذلك للأسف، فتلكم الحقيقة، بلا شك.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم