استراتيجية أمريكية جديدة في آسيا الوسطى
(مترجم)
الخبر:
نشرت وزارة الخارجية الأمريكية استراتيجية آسيا الوسطى الجديدة. وقد تمّ نشر المستند على موقع القسم. تم تقديم الاستراتيجية إلى وزراء خارجية المنطقة خلال زيارة قام بها إلى طشقند وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو. ووفقاً للوثيقة، سيستمر التعاون مع آسيا الوسطى في مكافحة (الإرهاب والتطرف)، بما في ذلك العمل المشترك مع وكالات تنفيذ القانون وخدمات الحدود. ووفقا لوزارة الخارجية، فقد خصصت الولايات المتحدة أكثر من 90 مليون دولار لتعزيز أمن الحدود وتدريب الأفراد في المنطقة. وتتضمن الاستراتيجية الجديدة 6 مبادئ أساسية لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة:
1. دعم وتعزيز سيادة واستقلال بلدان آسيا الوسطى منفردةً وفي المنطقة ككل.
2. الحد من التهديدات (الإرهابية) في آسيا الوسطى.
3. توسيع ودعم الاستقرار في أفغانستان.
4. تعزيز التفاعل بين آسيا الوسطى وأفغانستان.
5. تعزيز سيادة القانون وتطبيق حقوق الإنسان.
6. تشجيع الاستثمارات الأمريكية في آسيا الوسطى.
التعليق:
أذكر أنه في الثاني من شباط/فبراير، قال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو خلال جولته في بعض دول آسيا الوسطى للصحفيين: “نريد الازدهار في آسيا الوسطى ونريد أن تكون كل دولة في آسيا الوسطى مستقلة وذات سيادة، وليست متسولة أو تابعة لدولة أخرى في المنطقة”. ما يمكن تفسيره على أنه رغبة الولايات المتحدة في أن تصبح حاكماً جديداً في المنطقة بدلاً من روسيا…
تجدر الإشارة إلى أن آخر جولة واسعة النطاق لوزير الخارجية الأمريكية كانت في خريف عام 2015، عندما قدم جون كيري الصيغة الجديدة C5+1 (قرغيزستان وأوزبيكستان وكازاخستان وطاجيكستان وتركمانستان + الولايات المتحدة الأمريكية)، والتي تم تصميمها لاستعادة نفوذ أمريكا المفقود في المنطقة. بحلول ذلك الوقت، كان النفوذ الأمريكي في آسيا الوسطى قد تم إبطاله عملياً، في حين تم تأسيس الهيمنة السياسية الكاملة لروسيا، وبدأ التوسع الاقتصادي الصيني في اكتساب زخم خطير.
منذ ذلك الوقت، استمر تنسيق C5+1 في الوجود لكنه لم يغير من تحالف القوى في المنطقة على الإطلاق، تاركاً الولايات المتحدة، التي ركّزت على الأحداث في الشرق الأوسط، من دون تأثير كبير في المنطقة.
يرى المحللون أن خطوات الولايات المتحدة هذه هي محاولة لإعادة تنشيط شكل قديم، وإيجاد حياة جديدة فيه، وكذلك محاولة ثانية لاستعادة النفوذ الأمريكي.
تجدر الإشارة إلى زاوية مهمة وهي: أنه بغض النظر عن مدى تنافس الولايات المتحدة وروسيا على النفوذ في المنطقة، لكنهما تتفقان على أمر واحد وهو الحاجة إلى قمع النهضة الإسلامية. لذلك، منذ التسعينات من القرن الماضي، كانوا يجمعون على إنشاء السلطة من دكتاتوريين قساة، وكانت مهمتهم منع أسلمة المنطقة. لذلك، سنجد أن كل القوى الاستعمارية التي لديها طموحات في المنطقة، سواء أكانت روسيا أو الولايات المتحدة، تركز على مكافحة ما يسمى بـ”الراديكالية والتطرف والإرهاب”.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور