العدالة الأمريكيّة تعاقبُ الشهود
الخبر:
وكالات – ترامب يطردُ دبلوماسياً وضابطاً بعد شهادتهما ضدَّهُ في محاكمته أمام الكونغرس.
التعليق:
ما كنا سنعلِّقُ على هذا الخبر، لولا تلك الهالةُ العظيمةُ التي أحيطت بمحاكمةِ الرئيس الأمريكي، وتجييرُ ذلك للرفع من شأن العدالةِ الأمريكيةِ، ومن شأن أمريكا ونظامها.
كان يمكن أن يكفي القول إنَّ العدالةَ وميزانها لا يتغيّر، للإشارةِ إلى عوارِ العدالةِ الأمريكية التي تكيلُ بين الناسِ والدولِ والشعوبِ بأكثرَ من مكيال، مما يخلُّ بشروط العدالة.
وكان يمكن أن يكفي القول، إنّ محاكمةً تجري بأصواتِ أعضاءِ الحزب المعارضِ أو الموالي، لا تستحقّ وصف العدالةِ في شيء.
لكن ما حدث للشاهديْن الذين شهدا ضدَّ الرئيس ترامب، يؤكدُ القول بالعوارِ الذي يكتنفُ القضاء الأمريكي ويمسُّ بنزاهته وعدالته.
فقد طلب مسؤولو الأمن في البيتِ الأبيضِ من الضابطِ الكسندر فيندمان، الخبير في الشأن الأوكراني، إخلاء مكتبهِ ومغادرة البنايةِ بعد أن أدلى شهادته ضدَّ الرئيس ترامب.
وقال محامي الضابط، إن موكله تعرّض للطرد من وظيفته بسبب تلك الشهادة.
كما تمّ استدعاء الدبلوماسي مبعوث أمريكا لدى الاتحاد الأوروبي، غوردن سوندلانو، وإقالته من منصبهِ أيضاً للسبب نفسه.
إنّ الظلم الذي تمارسه أمريكا على دول وشعوب العالم في سياستها الخارجية، وهذا العوار الذي يمسُّ العدالةَ في داخلها، ليشيرُ إلى أنَّ الهالةَ التي تُحيطُ بالعدالةِ الأمريكيةِ ليست في مكانها، حتى لو كانت في بعض جوانبها متقدِّمةً على كثيرٍ من دول العالم.
وهذا ما يجب أن يدفعَ المسلمين للعمل الجاد لاستعادة قيادة البشرية، ليعيش العالم في أجواء العدالة الإلهية، وتطمئنّ البشريةُ في ظلالها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس إسماعيل الوحواح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أستراليا