سلطة العار تسعى لاستثمار جهاد أهل فلسطين ودمائهم
الخبر:
قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، توفيق الطيراوي في كلمة خلال مراسم تشييع الشهيد يزن أبو طبيخ، في مدينة جنين “نحن هنا نعيش إخوة متحابين متحدين في مواجهة صفقة القرن والاحتلال”. وأضاف أنه يوجد هنا في الضفة ثلاثة ملايين فلسطيني هم مشاريع شهادة، ودعا إلى قتال ونبذ معاوني الاحتلال. (وكالة خبر الفلسطينية، 2020/02/06م)
التعليق:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. نعم، إن فقدان الحياء والخجل يجعل المرء عديم الإحساس، لا يعبأ بغيره ولا يهتم بعواقب أفعاله وأقواله، وهذا لعمري هو من أقبح ما يمكن أن يكون عليه حال الناس، وهذا هو بالفعل حال أزلام سلطة العار في الأرض المباركة فلسطين، فهم بالرغم من مسيرتهم وتاريخهم المشين المليء بالخيانة فإنهم لا زالوا يظنون أنهم قوامون على فلسطين وأهلها، وأن أمر فلسطين وأهلها بأيديهم يحركونهم كيفما شاؤوا، وكأنهم لم يبيعوها في اتفاقيات مشؤومة أو كأنهم أبرياء من دماء الشهداء الذين سقطوا غدرا بعد وشاية أجهزة السلطة بهم، عبر ما يسمى بـ”التنسيق الأمني المقدس” على حد زعم كبيرهم!
واليوم يساوم قادة فتح على أرواح الناس بلا خجل من الله تعالى ولا من خلقه، ويدعون أهل فلسطين لمواجهة يهود لإفشال ما يسمى بصفقة القرن على حد زعمهم مع أنهم ولوقت قصير كانوا يطاردون ويزجون في السجون من يظنون أنه يفكر بجهاد يهود وقتالهم، ومن كان يلقي حجرا على يهود فإن سلطة دايتون كانت له بالمرصاد، أما الآن فهم يهددون يهود “بأن هناك ثلاثة ملايين فلسطيني مشاريع شهداء”، الناس مشاريع شهادة وقادة فتح والسلطة مشاريع خيانة وعمالة، فأهل فلسطين يقاومون ومن ثم يُقتلون أو يُعتقلون وسلطة العار تقف تتفرج، وهذا يعني أن سلطة دايتون تريد أن تقدم أهل فلسطين قرابين من أجل تمرير صفقة القرن وليس إفشالها، وتهدد هذه السلطة بأنها ستعلق التنسيق الأمني مع يهود، وكم من مرة هددوا وما زالوا في تنسيقهم الآثم ماضين، كل ذلك لشعورهم بثقل الخيانة المطلوبة منهم دفعة واحدة من خلال ما يسمى “صفقة القرن”، ولعلمهم أنهم إن فعلوا ما يطلب منهم، فإن مناصبهم وكراسيهم والأموال التي نهبوها ستكون في مهب الريح، ولذلك تراهم يتمنّعون ويتلكؤون ويماطلون وفي الوقت ذاته يلقون بأهل فلسطين في التهلكة، ومن ثم سيلتفون عليهم محاولين تمرير صفقة أسيادهم الآثمة تلك على مراحل. فالحذر الحذر يا أهل فلسطين من هذه الشرذمة القذرة التي أركست في الخيانة والدجل، فهم لا يرون في مناصبهم وسلطتهم إلا تجارة تدر عليهم الأرباح، شأنهم شأن باقي الرويبضات الذين ضاقت الأمة بهم ذرعا، ولا يهمهم أرض ولا عرض.
إن تحرير فلسطين لا يكون إلا بتحرير جيوش المسلمين أولا من رق الاستعمار الخبيث وعملائه، ولا يكون ذلك إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ومن ثم الزحف بهذه الجيوش نحو الأرض المباركة لتحريرها من براثن يهود المجرمين، عسى أن يكون ذلك قريبا، إن الله على كل شيء قدير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل