Take a fresh look at your lifestyle.

الحديث الشريف – البطانة نوعين

 

الحديث الشريف

البطانة نوعين

 

 

 

 نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ وَلَا اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عُصِمَ بِاللَّهِ» (السنن الكبرى للنسائي 6605).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

هذا الحديث الشريف يخبر بنظام دقيق معين في الإدارة والحكم، فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يخبر بأن الله تعالى ما خلق من نبي أو بعثه للبشرية إلا جعل له من يساعده على الإدارة وتسيير الحكم بحسب ما جاء به، وهذا فيه الفوائد الكثيرة والمتعددة، منها التدريب على الحكم والإدارة بعد أن يقضي الله أمره في النبي، فيكون مثالًا حيًا يُقتدى به، ويسير من بعده الخلفاء.

 

كذلك البشر الذين استُخلفوا بعد الأنبياء في الحكم، فمن الطبيعي أو البديهي أن يوجد لهم من يعاونوهم، كما كان الأنبياء، ولكن الخلفاء يختلفون عن الأنبياء بأن هناك نوعين من البطانة والمساعدين لهم؛ إما مساعدون ناصحون لهم بالخير وداعون لهم بالبركة، يظهرون لهم الصواب والخطأ ويصححونه ويرشدونهم الخط المستقيم، وإما مضللون يضلونهم ولا يخلصون النصيحة ويقدمون لهم الخطوط العوجاء البعيدة عن الحق، وهؤلاء عصاة ضالين ظالمين مضلين للحكام والمحكومين على السواء.

 

يجب أن يختار الحاكم المسلم بطانته بعناية وحرص، بطانة خير للإسلام والمسلمين، حتى لا يضل نفسه وحكمه. لكن العصمة هي للأنبياء فقط، والبشر كلهم خطاءون من رجع منهم وتاب عفا الله عنه، لهذا كانت الحاجة لوجود من يعين الحكام في مهمتهم العظيمة ويحثهم على الاستقامة.

 

الله نسأل أن يهيئ لأهل الحق أعوانا في دينهم، وأن يتجاوز عنهم أخطاءهم، وأن يهيئ لنا خليفة راشد ببطانة صالحة يحكمنا بشرع الله، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح