Take a fresh look at your lifestyle.

ابحث عن الحقيقة في ظلام الإعلام

 

ابحث عن الحقيقة في ظلام الإعلام

 

الخبر:

نظم حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين في 2020/2/11م وقفة حاشدة في مدينة خليل الرحمن ضد صفقة ترامب، ضمن الفعاليات الرافضة لهذه الصفقة ولتصفية قضية فلسطين.

وبحسب وكالة معا، والتي انفردت هي وتلفزيون الفجر المحلي في تغطية الحدث فإن “الآلاف من أنصار حزب التحرير” نظموا “اعتصاما حاشدا في مدينة الخليل، رفضا لصفقة ترامب وتأكيدا على إسلامية قضية فلسطين ووجوب تحريرها كاملة”.

في حين غاب هذا الحدث عن كل وسائل الإعلام الأخرى صغيرها وكبيرها.

التعليق:

تزامنت مع هذه الوقفة الحاشدة وقفة أخرى حشدت فيه حركة فتح أنصارها في رام الله “منددة بصفقة القرن ومساندة لموقف الرئيس محمود عباس”.

وبثت عدد من التقارير الإخبارية حول وقفة رام الله وتم إبرازها “كنموذج” للرافضين لصفقة القرن وكأنهم سواء في الرفض.

ويظهر بشكل واضح لا لبس فيه تعمد “إخفاء” أي معلومة أو خبر حول وقفة الخليل رغم أن المشاهد التي وردت من هناك تدل دلالة واضحة على حجم هائل من الجموع البشرية المباركة تفوق تلك التي في رام الله والتي استخدم فيها علم لفلسطين طويل جدا لا نظن أنه كان يخفي تحته المزيد من المشاركين، بل العكس هو الصحيح! ولا حاجة هنا لإجراء حسابات للمساحة الشاغرة من المشاركين وتقدير الأعداد الحقيقية في الوقفتين، فالتدقيق في بعض الصور يغني عن ذلك.

فـ”خدعة اللقطة القريبة” “Close up” لم تسعف أصحاب التقارير المصورة كثيرا ليظهروا “حشودا ضخمة” في رام الله، في حين إن التصوير العادي والعفوي أحيانا في الخليل أظهر أضعاف أضعاف من احتشد في رام الله.

في الخليل لم يرفض المشاركون صفقة القرن فقط بل وعبروا عن رفضهم لأوسلو وحل الدولتين والقرارات الدولية، ونادوا بتحرير فلسطين كل فلسطين وإنهاء دولة يهود، وحمّلوا جيوش المسلمين مسؤولية القيام بذلك، كون قضية فلسطين هي قضية إسلامية.

أما الرسالة الإعلامية التي أراد الإعلام “المأجور” تسويقها فقد لخصتها جيفارا البديري في تقرير أعمى يزيف الحقائق والمواقف قالت فيه: “حضور رسمي وشعبي جاء ليؤكد أن الفلسطينيين موحدون في رفض الخطة الأمريكية، فيما يبقى التحدي الأكبر أمامهم في حشد موقف دولي يساند موقفهم المتمسك بالقرارات الدولية كأساس لأي حل مستقبلي”.

ففي مقابل إسلامية القضية جعلت “المساندة الدولية”، وفي مقابل تحرير فلسطين جعل “التمسك بالقرارات الدولية”، تلك القرارات التي وضعتها القوى الاستعمارية التي أوجدت ذلك الكيان ودعمته، والتي سافر عباس إلى نيويورك ليستجديها!

في جريدة القدس نشر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية وشمل 1270 شخصا في 127 موقعا سكنيا ذكر أن “ثلثي الشعب الفلسطيني يؤيد اللجوء للعمل المسلح أو العودة إلى الانتفاضة المسلحة” وأن “نسبة 84 في المئة قالت إنها تؤيد سحب الاعتراف بدولة (إسرائيل) وأبدى 78 في المئة تأييدهم للجوء لمظاهرات شعبية سلمية، وقال 77 في المئة إنهم يؤيدون وقف التنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وقال 69 المئة إنهم يؤيدون إيقاف العمل باتفاق أوسلو”.

فمن باب “من فمك أدينك” فإن نتائج هذا الاستبيان لا تتفق مع تلك “الرسالة الإعلامية” التي يروج لها. ما يؤكد مرة أخرى أن التعتيم الإعلامي وراءه أجندة تضليلية واضحة تصب كلها في تصفية قضية فلسطين والتنازل عن جلها سواء بصفقة ترامب أم بصفقات أخرى مشابهة.

يبقى السؤال موجها للإعلام ووسائله: أين أنتم من “الحياد في نقل الخبر” ومن “نقل الحقيقة كاملة” ومن “الشفافية” ومن التعبير عن “نبض الشارع” ومن “الرأي والرأي الآخر”… وغيرها من المصطلحات الجوفاء؟!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى

 

2020_02_15_TLK_1_OK.pdf