هل يتوقع لحكومة لبنان الجديدة حل مشكلة من مشاكله الكثيرة؟
الخبر:
حصلت الحكومة الجديدة في لبنان على ثقة المجلس النيابي بـ63 صوتا بعد أن أعلنت أنها ستعمل على تحسين الأمور الاقتصادية والمالية قدر الإمكان رغم صعوبة الأمر، كما ورد في بيانها الوزاري.
التعليق:
لا بد من تبيان أن حكومة حسان دياب هي بالفعل حكومة أمريكا التي طلبت من الحريري قبل ذلك الاستقالة وعدم الرجوع عنها رغم كل المحاولات والضغوطات ليرسي الأمر بعد عدة مناورات على نائب رئيس الجامعة الأمريكية لتكليفه بتأليف الحكومة بعد أن هيأت له الأمر من القوى السياسية المحسوبة عليها والضغط على من ليس معها كليا.
لذلك كان واضحا أن أمريكا هي التي طلبت من رئيس مجلس النواب تأمين النصاب بأي شكل أو بلغة بري نفسه، “بفعل السبعة وذمتها”، كما طلبت من الجيش تأمين الأمن لوصول النواب إلى قاعة المجلس.
فإذا كانت أمريكا هي التي شكلت حكومة لبنان، فماذا تريد يا ترى من وراء ذلك؟
أولا: تريد ترويض الحراك الشعبي وتنفيسه إلى درجة تستطيع بعدها صياغة لبنان صياغة جديدة بطبقة سياسية جديدة تلائم صياغة المنطقة المحيطة بلبنان وبخاصة سوريا والعراق، ولذلك نجد أن أمريكا تستخدم الأساليب نفسها في العراق ولبنان من ناحية تشكيل الحكومة من خارج الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة والتقليدية ضاغطة على هذه الطبقة بشكل أو بآخر للقبول بالحل الذي تريده مهددة إياهم بفضح سرقاتهم للأموال العامة لأنها أعلم الناس بهم وقد حصلت طبعا بمعرفتها ورضاها.
ثانيا: تريد أمريكا أن يبقى لبنان والمنطقة في حال عدم توازن في الوقت الحاضر، بانتظار الحلول النهائية للمنطقة، ولكنها لا تريد له أن يموت، ليس خوفا عليه، بقدر ما هو حرص على كيان يهود.
لذلك جاءت بالحكومة الجديدة لتمنع حكام لبنان، عملاءها، من أخذ لبنان للفوضى والخراب والإفلاس، عسى أن تستطيع ترقيع ما فعلوه حتى الآن.
لذلك جاءت بالحكومة الجديدة وأعطتها مهلة ثلاثة أشهر، كما ذكر بري وغيره من السياسيين، لتقييم عملها وإمكانية مساعدتها. وهذا ما قاله بومبيو، وزير الخارجية الامريكي، بعد تأليف الحكومة أنه سينتظر الأفعال وليس الأقوال، وبمعنى أوضح سيراقب إن كانت ستنفذ ما طلب منها أم لا.
بعد هذا التوضيح لولادة الحكومة اللبنانية الجديدة على يد أمريكا هل يظن عاقل أنها ستحل مشاكلهم المستعصية والتي هي السبب المباشر لها عن طريق نظامها الرأسمالي الربوي العفن وعملائها الذين يطبقونه على الأمة غصبا عنها باستخدامهم الحيلة والمراوغة والشعارات المحببة للجماهير، والتي بدأت تنكشف للأمة شيئا فشيئا، وهذا الذي يخيف الغرب وعلى رأسه أمريكا ويجعله محتارا في الحلول، ومنها الحلول لمشاكل لبنان؟
إن أهم سبب من أسباب أزمة لبنان المالية والتي تكاد تودي به للإفلاس هو نظامه الرأسمالي الذي يعتمد على الربا بشكل كبير، وهذا واضح من خلال الدين العام للبنان الذي يناهز التسعين مليار دولار، معظمه جاء من السرقات ومن الربا (ما يسمونه فوائد الدين).
لقد أعطوا مبلغ 40% ربا لسندات الخزينة وأكثر منذ الثمانينات وسرقوا الباقي من الأموال عن طريق السمسرة والمشاريع الوهمية ومشاركة الناس في أرباحهم عنوة عن طريق (الخاوات) كما يفعل البلطجية.
لذلك نقولها لكم بصراحتنا التي تعودتم عليها إنه لا يمكن حل مشاكل لبنان إلا بتطبيق النظام الذي ليس فيه ربا وهو نظام الإسلام، وبعدها سياسيون يطبقونه بإخلاص ومخافة من الله، وأمة تحاسب هؤلاء إذا انحرفوا.
بغير هذا كله لا يمكن للأمة أن تقوم وتنهض لا في لبنان ولا في غيره من بلاد المسلمين، ونحن نلمس أن الأمة الإسلامية بدأت تتلمس طريقها للتغيير الجذري الناجع، ولهذا السبب نجد أن أمريكا تستخدم كل ما لديها من قوة ومكر للحيلولة دون ذلك، ولكن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، ولو كره الكافرون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد جابر
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان