الحديث الشريف
الغيبة والبهتان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيَّادٍ، أَنَّ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبَ الْمَخْزُومِيَّ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْغِيبَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْمَرْءِ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَسْمَعَ”، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِذَا قُلْتَ بَاطِلًا فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ». (موطأ مالك 1812)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن من أكثر الأمور إشعالاً للفتن هي الغيبة وذكر المرء بما لا يحب، وبما فيه إحراج وضيق لصدره، ففيه من إشعال الأحقاد والفتن بين الناس ما فيه، وفي من تحطيم العلاقات بين الناس وإفساد الجماعة ما فيه، فكان نهي الشرع عنه والحث على اجتنابه. فالكلام الذي يؤدي إلى الفتن أصلاً والشقاق منهي عنه، والغيبة لا توصل إلى شيء جيد، فعلينا الحرص على الابتعاد عنها لما فيها من إثم وضرر. فالأصل التقيد بالشرع وبما يصلح الناس ويبعد الشقاق، ليكون المجتمع الإسلامي متجانساً، ويحافظ الناس على إخوتهم ويستروا عيوبهم ويحفظوا خصوصياتهم، فلا يذكرونهم إلا بما يحبون.
الله نسأل أن يبعدنا عن الغيبة والبهتان، وعن أصحابه، وأن نكون كما يحب الله ورسوله الكريم، وأن يستر عيوبنا ويحفظ أنفسنا وجماعتنا، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح