مع الحديث الشريف
حكام الأمة يعبثون بيوم الجمعة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: «فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا». رواه البخاري برقم 893.
لقد خصّ الله تعالى المسلمين بهذا اليوم، فجعل له خصوصية وميّزة، فهو سيّد الأيام، في حقّه أنزل الله تعالى قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، يوم فيه من الخير ومن الأجر ما ليس في غيره من الأيام، فيه الصلاة والسلام على نبينا الكريم، فيه خطبة الجمعة وفيه الدعاء، فيه الإنصات إلى الخطبة والاستماع والانتباه واليقظة لما فيها من العلم والفقه والحكمة وتفريغ القلب ممّا يشغله من أمور الدنيا، وهذا ما يراد من هذه الموعظة.
أيها المسلمون:
إن الحديث عمّا قضاه الله سبحانه في يوم الجمعة يطول ويطول، ورغم هذا الفضل وهذا الخير والنور، إلا أن منابر الجمعة لا تزال أسيرة الفكر المضلل، أسيرة حكام الضرار الذين استغلوا الدين والجمعة والمسجد وعلماء السلاطين لتمرير أفكارهم الخبيثة، فماذا يعني أن يدعو الخطيب بعد كل صلاة ببقاء الحاكم وأن يثني عليه بعد أن أظهر فجوره؟ وما هي الساعة التي لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى النصر من خلال أنظمة الجور في بلاد المسلمين إلا ويستجاب له؟ ونتساءل: لماذا بعد كل هذه السنوات لم يتنزّل النصر؟ نعم، لقد عبث حكام الأمة بهذا اليوم وجيَّروه لحسابهم، فغيّروا وبدّلوا واستغلوه أبشع استغلال، فلم يبقَ منه للمسلم إلا حضور الجماعة وثوابها.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم