مع الحديث الشريف
المودة والرحمة بين أبناء الأمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ». رواه البخاري برقم 943.
تعاني المجتمعات في البلاد الإسلامية اليوم من حملات تشويه وتحريف بعد أن اجتمعت على الأمة عوامل شتى لطمس حضارتها ولتضليلها وإبعادها عن دينها، فهو مجتمع حب ومودة ووئام في أصله، فيه من عوامل الوحدة ما يجعل المودة والرحمة تتجلى بين أبنائه، وفي هذا الحديث نرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يخالف الطريق إلى صلاة العيد، فيذهب من طريق ويعود من آخر ليحقق التواصل مع أكبر عدد من المسلمين ولو بمجرد طرح السلام، فضلا عن التصدق على الفقراء.
أيها المسلمون:
هذه صورة مصغرة لمعنى المودة والرحمة ظهرت من خلال مشهد في الطريق لصلاة العيد، أما الصورة الأكبر فهي صورة خليفة المسلمين يؤم الناس في الصلاة والحج وغيرهما من المناسبات، صورة الخليفة الرحمة الذي يرفع الظلم عن الأمة قاطبة، فيرفق بضعيفهم ويجبر كسر فقيرهم وينتصر لهم، نعم؛ هنا المودة، هنا الرحمة، هنا تسود معاني الكرامة والعزة. ويبقى السؤال: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد غيّر طريقه لصلاة العيد فيذهب من طريق ويعود من آخر ليحقق التواصل والمودة بين المسلمين، فهل تغيّر الأمة طريقها لرفع الظلم عنها؟ هل تغيّر الأمة طريقها فتعمل على خلع حكام الضرار وتنصّب خليفة عليها يحكمها بكتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم؟ هل تغيّر الأمة طريقها فتتلبس بالعمل مع العاملين الجادين المخلصين لإقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوّة؟ عندها –بلا شك- ستكون المودة والرحمة والحبّ والوئام بين جميع أبناء الأمة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم