اشتباكات في محافظة المهرة بين قوات سعودية وقبائل يمنية معارضة للوجود السعودي فيها
الخبر:
اندلعت مواجهات “عنيفة”، مساء الاثنين، بين قوات سعودية وقوات يمنية، ومسلحين قبليين في محافظة المهرة شرقي اليمن. وقال بيان للمركز الإعلامي للسلطة المحلية بمحافظة المهرة، إن “رتلاً من قوات التحالف العربي (قوات سعودية) مسنودة بقوات المهام الخاصة (تابعة للحكومة اليمنية) تعرض لكمين مسلح نصبه مجموعة من المتمردين المسلحين على الطريق المؤدي إلى منفذ شحن (حدودي مع سلطنة عمان)”.
وأضاف البيان أن “مواجهات عنيفة اندلعت عقب الكمين”. لافتا إلى أن قوات التحالف وقوات المهام الخاصة أفشلت الكمين وقامت بملاحقة المسلحين الذين لاذوا بالفرار.
من جهته، قال المسؤول الإعلامي في لجنة اعتصام المهرة السلمي، سالم بلحاف، إن “الاستفزاز السعودي وعرقلة حركة التجارة في منفذ شحن، دفع بالمواطنين للاعتراض على هذا السلوك والاحتماء بالقبائل بحكم الأعراف القبلية”. وأوضح بلحاف، للأناضول، أن القبائل قامت بالانتفاضة ضد القوات السعودية باعتبارها القوات الوحيدة الممثلة للتحالف العربي بالمحافظة. واعتبر أن “السلوك الذي تمارسه السعودية بتحليق طيران الأباتشي، والتعنت واستخدام القوة ضد المواطنين لا يفيد المملكة”.
التعليق:
المهرة هي البوابة الشرقية لليمن وثاني أكبر المحافظات من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها 82405 كم²، وتشكل الحدود الشرقية مع عُمان، أما من الناحية الشمالية فالربع الخالي (مملكة آل سعود) وجنوباً بحر العرب، ويبلغ طول الساحل الجنوبي 375كم، وبسبب موقعها الحدودي مع عُمان فهي تعتبرها الحديقة الخلفية لها، أما مملكة آل سعود فهي تطمع أن تمد أنبوب نفط من المنطقة الشرقية الغنية بالنفط عبر المحافظة وصولا إلى بحر العرب، هذا الأنبوب سوف يؤمن مد النفط إلى العالم، دون المرور بالخليج العربي ومضيق هرمز وبالتالي سوف يسهل كثيراً عملية ضخ النفط عبر محافظة المهرة.
إن السعودية تستغل الأخبار المتداولة بشأن تهريب السلاح إلى الحوثيين من جهة سلطنة عُمان لتسيطر على المنافذ الحدودية وتكثف وجودها العسكري في المهرة بحجة منع تهريب السلاح إلى الحوثيين، بينما يتم الرفض من أهالي المهرة الذين تربطهم مصالح مع سلطنة عُمان الموالية للإنجليز لتأمن على حدودها بالتنسيق معهم، وعمان لا تريد أن تهيمن السعودية على المهرة، ولا يستبعد أن تكون قد دفعت بتلك القبائل لافتعال مشاكل للقوات السعودية، مما يعني أن الصراع الذي يتخذ طابعا إقليميا على اليمن في الظاهر هو صراع أنجلو أمريكي في الخفاء، حيث تعمل السعودية لتحقيق مصالح أمريكا في اليمن والمنطقة بشكل عام، وقد أصبحت مسيطرة على الرئيس هادي وحكومته حيث لم يعودوا يملكون قراراً وتستخدمهم السعودية لتحقيق مصالحها ومصالح سيدتها أمريكا، مما يعني تحرك الإنجليز في الجنوب – بعيدا عن هادي القابع في الإقامة الجبرية – سواء عبر الإمارات أو عمان والموالين ورفض الوجود السعودي المتلبس بلباس الشرعية.
وهكذا يصبح أهل اليمن يعانون من حروب لن تنتهي إلا حين تحقق دول الصراع الكبرى مصالحها في ظل صراعٍ محمومٍ على النفوذ والثروة والمؤانئ والجزر وغير ذلك، ولن يخلص أهل اليمن مما هم فيه إلا رجوعهم إلى شرع الله واحتكامهم إليه والعمل لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحفظ كرامتهم وتصون أعراضهم وتحقن دماءهم وتقطع يد الكفار عن بلادهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المؤمن الزيلعي – ولاية اليمن