كفاك نفاقا يا قرني!
جاء في موقع الشرق الأوسط الإلكتروني وقناة m.b.c تصريحا للداعية السعودي عائض القرني حيث صرح قائلا: “كنت مخدوعا بالنظام التركي وأردوغان كغيري من المسلمين، أظهر لنا حسنا ونحن نحب الإسلام ومن ينصر الإسلام، لكن ظهر الرجل على حقيقته وله مواقف مشينة معيبة فيها العداء للمملكة العربية السعودية، وأبرأ إلى الله من ثنائي القديم عليه”، وتابع “أردوغان أول زعيم زار المبكى اليهودي ولإسرائيل سفارة في بلده وباع القضايا الإسلامية كلاما، باع السوريين كلاما ثم قدمهم للمحرقة والمهلكة وتخلى عنهم، دخل في كل فتنة أعلنت في المنطقة، شارك في قتل الليبيين واليمنيين والسوريين”، وتابع “أردوغان يدعي نصرة الإسلام، أقول لعشاقه والمتغزلين به والذين يسبحون بحمده أليست نوادي العهر والسكر عنده؟ أليست عقائد القبورية والصوفية عنده؟ كما صرح القرني أن “الخلافة العثمانية المزعومة كانت احتلالا للعالم الإسلامي احتلت السعودية، وهنا مراجع تبين ماذا فعلوا، أقدموا على هدم عاصمة العلم والنور والتوحيد الدرعية، احتلوا الجنوب، دخلوا قتلة محتلين سفاكين للدماء، الآن يدعي أردوغان نصرة قضايا المسلمين، يدعي أردوغان قائد المسلمين، لكن قائد الأمة الإسلامية هو الملك سلمان بن عبد العزيز لأن المملكة القلب النابض والمناصر لقضايا المسلمين وهي أعظم من ناصر القضية الفلسطينية… وأن المملكة ستبقى رائدةً تحت قيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان” انتهى.
أبدأ مقالي بحديث رسول الله e «إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» فأي حديث مفترى تفتري به على المسلمين يا قرني؟ يا من أنت محسوب على الدعاة والعلماء، فأين الخوف من الله والخشية منه في نفاقك لحكام آل سعود العملاء؟ ألا تذكر حديث رسول الله e الذي أخرجه ابن عساكر عن أبي أمامة الباهلي قال: قال النبي e: «أَبْعَدُ الْخَلْقِ مِنَ اللهِ رَجُلٌ يُجَالِسُ الأُمَرَاءَ فَمَا قَالُوا مِنْ جَوْرٍ صَدَّقَهُمْ عَلَيْهِ» وأخرج الترمذي وصححه النسائي والحاكم قال رسول الله e: «سَتَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ مَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ». فأين أنت من هذه الأحاديث يا قرني؟ إن هذا الحديث يتحدث عما إذا كان الحكام حكاما يحكمون بالإسلام فكيف حالنا اليوم بحكامنا الذين يحكمون بغير ما أنزل الله بملكية أو جمهورية وبقوانين وضعية وبدول لا دولة واحدة، أضف إلى ذلك تبعيتهم للغرب؟ ونذكر الداعية بتقوى الله وبأن عذابه شديد لأنه يضل نفسه وغيره بفتاواه الضالة المضلة. ونذكره والقراء والمستمعين بالآتي:
1- الخلافة العثمانية كانت دولة شرعية وهي آخر دولة تحكم بالإسلام وتجمع المسلمين تحت ظلها دون تشرذم كما هو حادث اليوم إلى بضع وخمسين دولة وبحكم بغير ما أنزل الله وبعمالة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها، وقد كان الغرب ساعيا حثيثا على هدمها قديما واليوم يحارب عودتها ويعيق كل السبل والوسائل والطرق التي تؤدي إلى قيامها لكن نصر الله قادم شاء من شاء وأبى من أبى، فلا تكن بوقا للغرب تحاربها كما هو يحاربها، فلم تسقط الخلافة إلا على يد الخائن مصطفى كمال وعملاء آل سعود ومن وراءهم بريطانيا.
2- دولة آل سعود أنشأتها بريطانيا ودعمتها بالمال والسلاح والرجال والتدريب، مستر هافرد ولورنس العرب كما تعلم هم من دعموا الحركة الوهابية للقضاء على الخلافة العثمانية لتكون دولتك السعودية خنجرا في خاصرة الخلافة والتي أقامتها بريطانيا بحجة أن الخلافة العثمانية تقيم البدع وتخالف الدين وتدعو للشرك.
3- لا تخلط يا قرني بين أردوغان عميل أمريكا والخلافة العثمانية لتصطاد في الماء العكر فهناك فرق بينهما، فأردوغان نعرفه نحن في حزب التحرير منذ القدم، في الوقت الذي كنت أنت تمدحه إما بسبب جهلك السياسي أو نفاقك كما هو نفاقك لسلمان وابنه، نعم هذا كائن بسبب وعي الحزب السياسي ليس فقط على أردوغان بل على كل الحكام والأنظمة فأردوغان معروف أنه خادم لمصالح أمريكا بامتياز.
4- أما الخلافة العثمانية فهي الدولة المخلصة التي حاربت الغرب وكان يخشاها وترتعد فرائصه منها وهي الدولة التي دافعت عن فلسطين ومقولات عبد الحميد الثاني رحمه الله شاهدة بذلك في المتحف والكتب اقرأها جيدا، في الوقت الذي باعت فيه دولة آل سعود فلسطين وعلى رأسها عبد العزيز عندما وافق على إعطائها ليهود وتتبجح وتقول إن السعودية تدافع عن فلسطين! ألم يكن مندوب السعودية حاضرا هو ومندوب البحرين والإمارات وعمان في مؤتمر إعلان صفقة القرن (صفقة بيع فلسطين)؟ وها هي اليوم بلاد الحرمين تنجسها الخمور والفواحش ويملأ سجونها الدعاة الذين يتعرضون للقمع والبطش والتنكيل بحجة التطرف والإرهاب. وتغريب المجتمع في السعودية يتم أمام ناظريك فأين كلمة الحق وأين القول السديد؟! نعم هذه هي الحجاز كما أرادها ابن سلمان سيدك الذي سيحشرك الله معه إن لم تتب إلى الله؟ فاتق الله وقل قولا سديدا.
5- أما أردوغان ونظامه فهو حذاء أمريكا الذي تخطو به خطواتها لتدمر المنطقة، فقد عاثت أمريكا في بلاد المسلمين فسادا على يده في سوريا التي سلمها للمجرم الأسد عميل أمريكا، وفي ليبيا مسعاه الذي أراد به تثبيت حفتر عميل أمريكا، فالظاهر أنه ضد حفتر والحقيقة أنه معه كما في سوريا فالظاهر أنه ضد الأسد والحقيقة أنه معه، لذلك كانت النتيجة سوريا بيد الأسد، أضف إلى ذلك وجود القواعد الأمريكية في تركيا كما هي في السعودية والعلاقات التركية مع كيان يهود وإطفاء حريقهم والمناورات العسكرية بينهما…
وأخيرا نقول لك يا صاحب كتاب “لا تحزن”! احزن على نفسك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وقول سديد وعقل حصين، فقل كلمة حق عند سلاطين الجور في نظام تركيا والسعودية وغيرهما، فكلا النظامين حذاء في قدم أمريكا تسير بهما لتمرير مشاريعها، لعل الله يكفر عنك ما أفسدته فيما مضى، قال تعالى: ﴿فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن العامري – اليمن