كيان يهود لا يرى أي رادع يمنعه من التنكيل بأهل فلسطين فيتمادى في غيه وطغيانه
الخبر:
استشهد شاب وأصيب ثلاثة آخرون يوم الأحد إثر إطلاق قوات الاحتلال النار وقذيفة مدفعية صوب المواطنين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وقال مراسل وكالة معا إن جرافة عسكرية توغلت لعشرات الأمتار واحتجزت جثمان شاب فلسطيني أصيب بالقصف وحاول عدد من المزارعين الوصول للشهيد ونقله إلا أن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر صوبهم. (وكالة معا)
التعليق:
لقد شاهد الجميع ما حصل في غزة وذلك المنظر الذي يدمي القلوب ويجعل الدماء تغلي في العروق. حيث لم يكتف علوج يهود بارتكاب جريمة القتل بل أتبعوها بالتمثيل والتنكيل بجثة الشهيد في مشهد يظهر مدى وحشية وهمجية كيان يهود في التعامل مع أهل فلسطين، ولم يتوقف كيان يهود عند هذا الحد بل أتبعه بقصف جوي لقطاع غزة والتهديد بمزيد من التصعيد إن لم تتوقف صواريخ المقاومة.
إن ما يحصل لأهل فلسطين ليس ببعيد عن الأحداث السياسية المتعلقة بقضية فلسطين على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي؛ فعلى المستوى الدولي فإن أمريكا منحت كيان يهود عددا من الهدايا توجتها بصفقة القرن التي تعطي يهود ما تبقى من أرض فلسطين، أما أوروبا فساندت كيان يهود في مجلس الأمن وفي الاتحاد الأوروبي ورفضت الخروج بموقف رسمي يعارض الصفقة التي منحتها أمريكا ليهود، وعلى المستوى الإقليمي وجد كيان يهود حكام المسلمين يوالونه ويدعمونه ويجتمعون مع قيادته ويستقبلون قادته العسكريين والأمنيين حتى بعد عرض الصفقة ويحاولون مساعدته في تخطي معارضة المسلمين لتجبّره بفلسطين وأهلها، وعلى المستوى المحلي وجد سلطة خانعة ذليلة متمسكة بالتنسيق الأمني وحماية أمنه وخدمته ولو ضاعت فلسطين كلها، وهذه المساندة الدولية والإقليمية والمحلية التي بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة جعلت كيان يهود يتمادى في إجرامه سواء في الضفة بالقتل وبناء المستوطنات والتهام الأراضي والاستعداد للضم أو في غزة من خلال الحصار والقتل والتنكيل…
إن هذا الوضع الصعب على أهل فلسطين وهذا التآمر من الغرب وأدواتهم ومن كيان يهود يوجب على أهل فلسطين بذل الوسع في استنهاض المسلمين وجيوشهم وتعرية الحكام وأنظمتهم وأن يأخذوا على يد كل من يحاول تضليل الأمة والتستر على عورة الحكام الخونة، ويجب عليهم تحذير الفصائل من تلك الأنظمة ومن مكرها، وكذلك يجب على أمة الإسلام أن تبذل وسعها في إسقاط الحكام الخونة وتحريك الجيوش لإنقاذ أهل فلسطين قبل أن يصبح هذا المشهد مقدمة لمجازر دموية بحق أهل فلسطين، فكيان يهود مُنتشٍ بالدعم الأخير وخاصة من أمريكا وحكام المسلمين ومطمئن للدور المصري والقطري في ضبط أي تحرك يؤذيه ويزعزع أمنه ولا يرى أي رادع يحول بينه وبين التنكيل بأهل فلسطين بل والتفكير في تهجيرهم من أرضهم وإغراقهم في دمائهم.
فهل يعي المسلمون حجم الكارثة فيتحركوا لنصرة أهل فلسطين قبل فوات الأوان؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. إبراهيم التميمي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين