Take a fresh look at your lifestyle.

وثائق مسربة توثّق تفاصيل التعذيب الجماعي لمسلمي الصين

 

 

وثائق مسربة توثّق تفاصيل التعذيب الجماعي لمسلمي الصين
(مترجم)

 

الخبر:

في السادس عشر من شباط/فبراير عام 2020، قدمت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً عن وثائق مسربة توضح بالتفصيل حياة أولئك المسلمين المسجونين في معسكرات الاعتقال لممارستهم الإسلام. يعيش المئات والآلاف من المسلمين في ظروف حكومية قسرية حيث يتم تكييفهم لقبول الثقافة الصينية ومعاقبتهم على مخالفة قوانين السلوك والتواصل الصارمة.

التعليق:

لا يُعد اعتقال واحتجاز المسلمين في أقصى غرب مقاطعة تركستان الشرقية بالصين منهجاً جديداً، فقد كان هذا الاضطهاد العرقي للمسلمين نشطاً لسنوات مع تزايد وتيرة القمع والإرهاب في شهر رمضان. أفادت الأنباء أن الهيئات الدولية لحقوق الإنسان قد تم تنبيهها إلى الجرائم المرتكبة ضد النشطين دينياً في المنطقة، لكنها فشلت تماماً في إنقاذ الآلاف الذين تُركوا لتجري عليهم عملية غسل الدماغ وتعذيبهم بلا رحمة. ويتم تجريد النساء من حجابهن، ويجب أن يحلق الرجال لحاهم، ويتم دفعهم إلى انتهاك جميع أشكال الأحكام الإسلامية بما في ذلك تناول لحم الخنزير وشرب الخمور. العالم صامت عن هذه الأعمال وغيرها من أعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للمسلمين ليكون مثالاً للمسلمين الذين يمارسون دينهم. إنهم يريدون غرس الخوف والخنوع في قلوب المسلمين بحيث يصبح التعبير العلني عن الإسلام شيئاً يخجلون منه بسبب العقوبات الجسدية أو السياسية الشديدة. أحد كبار الخبراء العالميين في سياسات الصين في تركستان الشرقية هو الدكتور أدريان زنز، وهو عضو قديم في مؤسسة ضحايا الشيوعية التذكارية في واشنطن، ويعتقد أن التسريب الأخير من الوثائق التي تصف كابوس مسلمي الصين أمر حقيقي. حيث يقول “تُقدم هذه الوثيقة المثيرة أقوى دليل رأيته حتى الآن على أنّ بكين تقوم باضطهاد ومعاقبة الممارسات المعتادة للمعتقدات الدينية التقليدية”، يختار حكام البلاد الإسلامية أن يكونوا عاجزين تماماً عن مساعدة هؤلاء الإخوة والأخوات المضطهدين في الصين على التحرّر. ويوجد الآلاف من الأطفال بدون أولياء أمورهم بسبب وجودهم في السجون.

كيف يمكن لنا نحن المسلمين أن نتحدث عن إخواننا عندما يتم إسكات صرخاتهم طلباً للمساعدة من خلال جدار الرقابة الإعلامية. تحتوي هذه التقارير الأخيرة التي تم تسريبها على تفاصيل حول التحقيقات التي أُجريت على 311 من الأفراد الرئيسيين، مع سرد خلفياتهم وعاداتهم الدينية وعلاقاتهم مع مئات من الأقارب والجيران والأصدقاء. تُحدّد الأحكام المكتوبة في قائمة نهائية ما إذا كان يجب أن يبقى المعتقلون في السجن أم سيُفرج عنهم، وما إذا كان بعض من سبق إطلاق سراحهم بحاجة إلى العودة. لا يمكن لهذه المعاملة اللاإنسانية أن تنتهي إلاّ عندما تقوم الخلافة وتحرّر هؤلاء المسلمين الأبرياء بالقوة وتتحدى غطرسة ووقاحة هؤلاء المتغطرسين الأقوياء في العالم الذين يتصرفون كما يريدون وينتهكون حقوق الإنسان دون محاسبة ولا عقاب…

من الواضح أن سياسات الأمم المتحدة الحالية تجعل المسلمين المهجّرين على مستوى العالم يواجهون المعاناة وحدهم. نسأل الله أن يُنعم بالصبر على إخواننا المسلمين في الصين في محنتهم، وأن يمنحهم سبحانه وتعالى الثواب والأجر الكبيرين لثباتهم على الإيمان. الله سبحانه وتعالى يذكرنا بثبات هؤلاء الصابرين الشجعان في وجه العدو. ﴿أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً﴾.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد

 

2020_02_27_TLK_2_OK.pdf