Take a fresh look at your lifestyle.

تأملات في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية” الحلقة التسعون

 
 

تأملات في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية”

الحلقة التسعون

 

 

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

أيها المسلمون:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية”. ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق:

 

اثنان وعشرون: ومن الأخلاق الذميمة الجرأة على ارتكاب محقرات الذنوب: عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم ومحقرات الذنوب, فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا في بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه”. رواه أحمد وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح, وقال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة, إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالبا”. رواه النسائي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه، وأحمد، وقال الهيثمي: إسناده صحيح رجاله ثقات. وعن أنس رضي الله عنه قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات”. قال أبو عبد الله: يعني بذلك المهلكات. رواه البخاري.

 

ثلاث وعشرون: ومن الأخلاق الذميمة مطل الغني لحق يطلبه صاحبه: قال تعالى: {فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته}. (البقرة 283). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع”. المطل: منع أداء الدين وتأخيره. والمليء: الغني المقتدر. متفق عليه. وعن عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لي الواجد يحل عرضه وعقوبته”. رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم، وصححه ووافقه الذهبي وأحمد والنسائي وأبو داود وابن ماجه. قال علي الطنافسي: عرضه: يعني شكايته، وعقوبته: سجنه. وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله”. فذكر الحديث إلى أن قال: “والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني, والفقير المختال، والغني الظلوم”. رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وأحمد والنسائي والترمذي.

 

أربع وعشرون: ومن الأخلاق الذميمة سوء الجوار: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه”. متفق عليه. ورواه البخاري أيضا عن أبي شريح الكعبي رضي الله عنه. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت”. متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: “اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادي يتحول”. روى ابن حبان في صحيحه، والنسائي والبخاري في الأدب المفرد والحاكم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال: “اذهب فاصبر”. فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال: “اذهب فاطرح متاعك في الطريق”. فطرح متاعه في الطريق, فجعل الناس يمرون به ويسألونه, فيخبرهم خبر جاره, فجعلوا يلعنونه: فعل الله به وفعل, وبعضهم يدعو عليه, فجاء إليه جاره فقال له: ارجع فإنك لن ترى مني شيئا تكرهه”. رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها، وصيامها، وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: “هي في النار… الحديث” رواه أحمد والبزار، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد وابن أبي شيبة بإسناد قال عنه المنذري: صحيح. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء”. رواه ابن حبان في صحيحه وأحمد بإسناد صحيح.

 

فإذا التزم المسلم بالأخلاق الفاضلة, باعتبارها أحكاما شرعية واجبة الاتباع طاعة لله: امتثالا لأوامره, واجتنابا لنواهيه, فإنه يسمو ويرقى في المرتقى السامي من علي إلى أعلى, ومن شاهق إلى شاهق.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

محمد أحمد النادي