Take a fresh look at your lifestyle.

محيي الدين يصبح رئيس وزراء ماليزيا، ومهاتير يتعهد بالقتال

 

محيي الدين يصبح رئيس وزراء ماليزيا، ومهاتير يتعهد بالقتال

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

كوالالمبور، ماليزيا – أدّى محيي الدين ياسين اليمين الدستورية رئيساً للوزراء في ماليزيا يوم الأحد، بعد ساعة من إعلان سلفه وحليفه السابق مهاتير محمد استقالته، وبأنه كان يتمتع بدعم كافٍ لتشكيل حكومة وسيثبت ذلك من خلال التصويت في البرلمان. (أخبار الجزيرة)

 

التعليق:

 

الفوضى الماليزية:

 

إنّ مكائد مهاتير هي ما يثير الفوضى في ماليزيا. بعد استقالته لإثبات أنه “ليس متعطشاً للسلطة”، الآن هو يُقاتل لاستعادة السلطة. بالإضافة إلى التراجع الاقتصادي، الذي زاد سوءاً من جراء وباء كوفيد-19، يُفرض على الماليزيين الآن تحمل الاضطرابات السياسية الكارثية التي قد تتفاقم بشكل كبير. ومما زاد من تعقيد هذا التصارع للاستيلاء على السلطة بين مهاتير وأنور، “التحالفات المتناوبة”، والولاءات المتغيرة، والأساليب الزئبقية، والصفقات السياسية غير الأخلاقية، وتدخّل الولايات المتحدة، المختبئة تحت الطاولة. والتحول المعتاد للنظام في الولايات المتحدة (الجزء الثاني)، مع تجدد “الاحتجاجات الشعبية” التي تم افتعالها، بالإضافة إلى “أبطال هذه الاحتجاجات” الغاضبين (مع أنهم متوافقون مع الولايات المتحدة)، والمنظمات غير الحكومية “غير البريئة (تيداك باريش)، وعصر النهضة ذي الواجهة الخاطئة الجبهات”.

 

إنه خطأ الديمقراطية:

 

ما الذي سبّب هذه الفوضى في ماليزيا؟ إنه عدم الاستقرار المتجذر وزيف النظام الديمقراطي نفسه. إنها فقط مفيدة للقوى الأجنبية باعتبارها “باباً خلفياً” مفتوحاً للاستعمار الجديد.

 

استخدمت الولايات المتحدة هذا “الباب الخلفي” للديمقراطية، من أجل السيطرة على ماليزيا. تحت ذريعة “تعزيز الديمقراطية”، يقوم الوكلاء الأمريكيون بتمويل وتدريب ودعم العملاء الراغبين في تحالف الأمل، وتمّ الإعداد لهذه الأجندة، وتم تشكيل الحملات وتنسيقها وإعداد مواقع جديدة و”أخبار” ووسائل التواصل الإلكتروني وتحليلات وتقنيات بيانية ضخمة. وكان الملوث UMNO، هو ما أدّى إلى الإحباط الكامل.

 

في السادس من آب/أغسطس 2018، أعلن دانييل توينينج، رئيس المعهد الجمهوري الدولي بحماس شديد، إلى جانب المؤسسة الوطنية للديمقراطية، أنهم نجحوا (في إحداث تغيير في النظام الماليزي). واحتفل النصارى الأمريكيون بسقوط “الحكومة الإسلامية” في ماليزيا. وخرج العملاء المُخجلون من مخبئهم ليعلنوا افتخارهم بأنهم “عملاء أمريكيون”.

 

مهاتير، الذي شكّل أول حكومة أغلبيتها من الكفار في ماليزيا، وتتألف من مزيج من القوميين، والأحزاب التي تدعي إسلاميتها، والجماعات العنصرية والليبرالية، تحكم بلاداً أغلبيتها من المسلمين. وبدأ إفساد الإسلام على الفور تقريباً، مما أثار حيرة العديد من المسلمين. لقد تجاهلت ماليزيا تحذير ترامب من أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية للمصالح القومية الأمريكية أولاً. وقد أخضعت دولاً أكبر بكثير، لهذا الغرض.

 

الديمقراطية تتظاهر بأنها ترعى المواطن العادي، إنها كذبة. في الواقع، إن الديمقراطية تسرق قوة الفرد وتسلّمها إلى الأثرياء المبتذلين والمخالفين. خلقت وسائل التواصل الإلكتروني ظاهرة مجتمعية جديدة “تضليل الحقيقة”، وقد قوّض هذا إلى حد كبير مصداقية أي عملية ديمقراطية. خوارزمية تنشر معلومات مضللة على نطاق وسرعة لم يسبق لها مثيل من قبل. لقد ادّعت كل من بريطانيا وألمانيا وأمريكا أن روسيا وغيرها تعمل باستمرار على تعريض ديمقراطياتها للخطر.

 

لماذا يجب أن نضع حياتنا في أيدي السياسيين الذين يهتمون بمصالحهم الشخصية وبأسيادهم فقط؟ في ظلّ العلمانية، يتم إلغاء دور الخالق من الحياة ومن العلاقات المجتمعية. بدلاً من ذلك، تحكم القوانين التي وضعها البشر لتحدّد الحق والباطل، والصواب والخطأ. هذا يضع المرء سواء (مسلماً كان أم كافراً) كمُشرّع من دون الله سبحانه وتعالى. ليس من المستغرب إذن أن تؤدي الديمقراطية إلى حكومات تبعث على الأسى وتخذل شعوبها وتخلق مجتمعاً يسعى وراء المادية، حيث يزداد التفاوت وتزداد المعاناة.

 

لقد حدّد الإسلام لنا الطريق:

 

إن إنهاض الأمّة النهضة الصحيحة لا يكون إلا بناء على العقيدة الإسلامية. الله سبحانه وتعالى لم يتركنا لنتعثر في الظلام. مفروض علينا أن لا نسلّم شؤوننا ورفاهية أحبائنا ومجتمعنا للحلول التي تؤكد على الفردية العلمانية التي تهتم بالفرد لذاته وأن لا نخضع للدول الأجنبية.

 

أرسل لنا الله سبحانه وتعالى الهدى، لننهض ونرتفع فوق شهواتنا ونتخلص من خضوعنا للقادة الزائفين ولحمايتنا من ويلات أولئك الذين يستعبدوننا. جاء رسول الله r برسالة الحق والمناسبة لجميع الأزمان، وللبشرية جمعاء. ومن مسؤوليتنا الآن، أن نلبي بإخلاص نداء رسولنا الكريم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد حمزة

2020_03_05_TLK_1_OK.pdf