حقوق الإنسان ليست هدفاً سامياً بل فكرة استعمارية لتضليل الشعوب
قالت رئيسة المفوضية القومية لحقوق الإنسان في السودان في ورشة تنمية القدرات عن حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لقوات الدعم السريع السودانية: “إن الورشة تهدف إلى توسيع ثقافة حقوق الإنسان وبناء القدرات”، وأكد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة بالسودان القائد العام لقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو التزام القوات باحترام حقوق الإنسان. وقال إن اتباع القوانين العالمية لحقوق الإنسان هدف سام نعمل به، موضحا أن حماية المدنيين سيظل واحداً من أهم أولويات قوات الدعم السريع، التي نلتزم بها. (باج نيوز، 24 شباط/فبراير 2020م). فما هي حقوق الإنسان؟ وهل عالجت مشكلة الإنسان في الوقت الحاضر؟
هذه أسئلة مشروعة لنتفهم التزام قوات الدعم السريع لهذه الحقوق وجعلها هدفا ساميا. نشأت فكرة حقوق الإنسان في أوروبا في القرن السابع عشر الميلادي بعد أن انتصر المفكرون على رجال الدين عندهم، فقرروا فصل الدين عن الحياة، وبرزت فكرة حقوق الإنسان التي اكتسبت بعداً دولياً بعد الحرب العالمية الثانية على يد هيئة الأمم المتحدة لتصبح بمثابة قانون دولي على مقاييس الدول الغربية الرأسمالية، تلك الدول التي تمارس أعمالاً بعيدة كل البعد عن كرامة الإنسان، فهي تمارس التمييز العنصري وسياسة الاستعمار ضد غيرها من الشعوب وتكيل بمكيالين في مواقفها من المشاكل الدولية التي تزهق فيها الأرواح حاملة مشعل حقوق الإنسان لما له من بريق أخاذ في عيون الكثير من أبناء المسلمين بسبب الظلم والبطش الواقع عليهم من حكامهم.
لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العامين 1945 و1948 على التوالي ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعتبر أساسا لمجموعة من القوانين، ومنذ ذلك الحين وسعت الأمم المتحدة قانون حقوق الإنسان تدريجيا ليشتمل على معايير محددة للنساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة والعرقيات الصغيرة والفئات الضعيفة. كل هذه الحقوق المتبناة من المنظمة الأممية تنتهي عندما ننظر للعالم وما يتعرض له من انتهاكات متواصلة من جانب الدول الكبرى والجماعات والأفراد، وتمر هذه الجرائم ولا أحد يسمع بمعاقبة المجرمين. فعلى الإطار الضيق في السودان شاركت قوات الدعم السريع في حروب دارفور وفي شرق السودان وفي فض الاعتصام بالقيادة العامة وحدثت انتهاكات موثقة، لكن أين المحاسبة؟
وفي قضايا الانتهاكات التي لا تحتاج إلى دليل فالعالم كله يشهد عليها تدعي الأمم المتحدة الذود عن حقوق الإنسان، وكم مرة اجتمعت وقررت وأعلنت دون طائل تمييعاً لقضايا مصيرية يذبح فيها البشر والمسلمون بخاصة بأسلوب خبيث ولا أحد يحاسب الجناة.
إن كانت هناك حقوق إنسان فأين هي من طائرات الموت الأمريكية بدون طيار والتي تقتل المسلمين في اليمن التي تشارك قوات الدعم السريع في حربها، وسوريا وباكستان وأفغانستان والصومال ومن قبلها العراق؟ أين حقوق الإنسان من مسلمي ميانمار الذين يقتلون ويذبحون ويحرقون ويهجرون، ويهربون فرارا بحياتهم من دوامة الموت اليومية التي تحيط بهم؟ وأين حقوق الإنسان من معتقلي غوانتانامو…؟ أين حقوق الإنسان من شباب مصر الذين يقتلون وتنصب لهم المشانق دون وجه حق؟…
كل ذلك في ظل حكام أنذال خونة يطأطئون رؤوسهم لأسيادهم المستعمرين ويستأسدون على شعوبهم… وكأن المسلمين ليسوا من فصيلة الإنسان، تحدث المجازر وكل الانتهاكات والعالم لا يحرك ساكنا!! هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن حقوق الإنسان إنما هذه هي كذبة كبرى، وشعار براق ومصطلح فضفاض تلوكه ألسنة ساسة الغرب، والذي تتخذه الدول الاستعمارية ذريعة للتدخل في شؤون البلاد ونهب الثروات واستعباد شعوبها، مصطلح تسوقه قنوات إعلام مضلل مجرم مزيف للحقائق يجعل القاتل مسكينا والمقتول إرهابيا متطرفا معتديا على حقوق الإنسان! هذه هي حقيقة فكرة حقوق الإنسان وهي ليست هدفا ساميا بل هي فكرة استعمارية ليس إلا، وهي فكرة مضلة لا ترعى في الإنسان إلا ولا ذمة وتحمي المجرمين وتنتصر على المستضعفين.
إن دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ستنسحب من كل هذه الاتفاقيات الدولية، وتفرض على العرف الدولي حقوقا أقرها رب العالمين في رفع الظلم والتظالم بلغها قوي أمين وحياً من عند رب العالمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة غادة عبد الجبار (أم أواب) – الخرطوم
2020_02_29_Art_Human_rights_is_a_colonial_idea_to_mislead_people_AR_OK.pdf