في روسيا يريدون تثبيت مفهوم الزواج في الدستور على أنه شراكة بين الرجل والمرأة
(مترجم)
الخبر:
نشرت “روسيسكايا غازيتا” في 2 آذار/مارس 2020م بأن مفهوم الزواج ربما يتم تثبيته في الدستور على أنه شراكة بين الرجال والنساء. هذا التصحيح قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقراءة الثانية لإجراء تغييرات في الدستور.
التعليق:
فيما مضى، توجهت إحدى أعضاء المجموعة العاملة على إحداث تغييرات في الدستور إلى بوتين بقولها: “مفهوم العائلة يحتاج اليوم إلى الدفاع عنه، قبل عشر سنوات لم أكن أتوقع أن أبسط المفاهيم مثل كلمة أم وأب يمكن أن يجري عليها تعديل بحيث تصبح الأهل 1 والأهل 2، اليوم هذا ليس خيالاً، اليوم هذا واقع في بعض الدول”. فأجابها بوتين: “بالنسبة للأهل 1 والأهل 2… فما دمت رئيساً فلن يكون عندنا أهل 1 وأهل 2، بل أم وأب”. والآن جوابه سينعكس على دستور روسيا حيث سيكتب بأن الزواج هو شراكة بين الرجال والنساء.
وسائل الإعلام الحكومية نشرت خبر تعديل الدستور بشكل واسع مبرزة بوتين على أنه مدافع عن حقوق الشعب. وذكروا كلمات للرئيس الشيشاني رمضان قاديروف الذي سارع إلى تأييد بوتين معلناً بأن الدعاية الغربية تحاول تحطيم أسس الدولة الروسية من الداخل، وكتب في مدونته: “تثبيت مفهوم الزواج في الدستور جعل بوتين يضع حاجزاً أمام محاولات تدمير تقاليد العائلة الروسية حيث الأب والأم والأولاد”. وهكذا، فإنه تم إبراز بوتين على أنه حامٍ للشعب أمام الأعداء وضمانة الحفاظ على القيم العائلية في روسيا.
ولكن هذا كله لا يعدو كونه إبرازاً لبوتين ولعبة على حبل رفض المجتمع الروسي بمجمله للزواج المثلي، ومثل هذا الخبر استخدم لإثارة إعجاب المجتمع وجره إلى الحضور يوم التصويت على التغيير المزمع في دستور البلد. إن قرار بوتين بإجراء تغيير في الدستور يحتاج القبول بكل ملفاته، حيث هناك العديد من التغييرات التي تعمق من قبضة الرئيس، ولذلك لا بد أن يقوم الناس بإعطاء صوتهم لهذا التغيير. ولهذا السبب يطرحون تثبيت مسألة المعاش وأموراً أخرى في الدستور كعوامل مساعدة للتصويت على التغيير.
إجراء تعديل مفهوم الزواج في الدستور بأنه شراكة بين الرجال والنساء لا يمكن أن يمنع المجتمع من الوقوع تحت تأثير العوامل المدمرة للقيم الرأسمالية، والمنتشرة في العالم من خلال الأفلام والتلفاز وشبكة الإنترنت، ومن خلال الدفاع عن حريات الناس.
إذا لم يكن الكلام عن تعديلات بوتين، بل عن الحفاظ وحماية القيم العائلية، فإنه لا بد من النظر ليس إلى النتائج بل إلى الأسباب التي أدت إليها. وحينها يصبح بديهياً أن تدمير العائلة آتٍ من النظام الذي أوجده الإنسان. والحل الوحيد لإنقاذ البشرية جمعاء هو تطبيق النظام الذي أنزله خالق الكون، الله سبحانه وتعالى، ولا خيار للبشرية غير هذا، فإما أن تسير خلف شهواتها فتشقى أو تنقذ نفسها بطاعة ربها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي أبو أيوب