قصيدة للأخ سيف الحق، بعنوان سنوات عجافٌ
سَنَوَاتٌ عِجَافٌ
سَنَوَاتُ عُسْرٍ بِالرَّزَايا حُمِّلَتْ = تِسْعِيْنَ إلا سِتَّةً قَدْ أَحْوَلَتْ
شَمْسُ الأمانِ عَنِ الخَلِيْقَةِ أَغْرَبَتْ = وَالبَدْرُ أَوْكَسَ وَالكَوَاكِبُ أَغْبَرَتْ
وَالأرْضُ غَطاها الأَسىْ فَتَبَدَّلَتْ = وَطَغَى السَّوادُ عَلىْ السَّمَا فَتَلَبَّدَتْ
وَتَسَامَقَتْ سُحُبُ السَّمَامِ وَأَرْسَلَتْ = سَيْلَ السِّقَامِ ، سَقَىْ فَأَفْسَدَ مَا نَبَتْ
وَتَهافتت فِتَنُ العُتاةِ وأطْبَقَتْ = قِطَعُ الظَّلامِ عَلىْ العِبَادِ وَغَطْرَسَتْ
أَغْرَوا قُلوْبَ الغَافِليْنَ فَغُلِّفَتْ = بِدَهّائِهِمْ فَتَنُوا النُّفُوْسَ فَأَغْفَلَتْ
وَالشَّرُّ يُنْشَرُ ، وَالشَّرِيْعَةُ هُمِّشَتْ = وَالشِّرْكُ يُشْكَرُ وَالشَّهَادَةُ شُوِّهَتْ
وَعَلا دُخَانُ النَّافِخِيْنَ فَأَنْتَنَتْ = رِيْحُ الخِيَانَةِ فِيْ الأُنُوْفِ وَأَزْكَمَتْ
بِصَفِيْحِهِمْ صَكُّوا الصُّدُورَ فَأَصْمَتَتْ = وَصِحَافُهُمْ صَدَحَتْ تُصَاهِرُ مَنْ صَمَتْ
سُدَّتْ ِبِهمْ سُبُلُ السَّلامِ وَعَسَّفَتْ = فِيْهَا الأَبَالِسُ وَالضِّبَاعُ وَعَفَّسَتْ
حَتَّىْ تَحَكَّمَتِ الحِرَابُ وَأُحْكِمَتْ = بِرَحَىْ التَّطَاحُنِ ، والمَكَائِدُ أُحْبِكَتْ
فَتَمَكَّنَ الكُفَّارُ مِنَّا إِذْ هَوَتْ = دَارُ الخِلافَةِ بَعْدَ عِزٍّ وَانْتَهَتْ
وَتَقَطَّعَتْ دُوَلاً ضِرَاراً أَبْعَدَتْ = عَنْهَا كِتَابَ اللهِ حِيْنَ تَعَدَّدَتْ
هِيَ أُمَّةٌ خَيْرُ العِبَادِ إذا هَدَتْ = وَمَشَتْ عَلىْ نَهْجِ الرِّسَالةِ وَاهْتَدَتْ
نُصِرَتْ بِآياتٍ عَلَيْهَا أَجْمَعَتْ = وَاليَوْمَ تَسْمَعُهَا حُرُوْفاً أُعْجِمَتْ
ضَلَّتْ وَتَاهَتْ حِيْنَ مَالَتْ وَالتَهَتْ = وَاسْتَبْدَلَتْ نُوْرَ الحَيَاةِ بِمَا بَهَتْ
تَرَكَتْ رِسَالَةَ رَبِّها وَتَهَاوَنَتْ = فِيْ حَمْلِهَا وَمَعَ العَدُوِّ تَعَاوَنَتْ
وَاسْتَقْبَلَتْ رُسُلَ النِّفَاقِ وَصَدَّقَتْ = أَنَّ المُجَاهِدَ مَارِقٌ وَتَمَلَّقَتْ
وَتَدَابَرَتْ شِيَعاً وَعَنْهُ تَفَرَّقَتْ = فَتَّ التَّشَاحُنُ حَوْلَهَا فَتَمَزَّقَتْ
وَاسْتَسْلَمَتْ لِلكُفْرِ يَعْبَثُ مَا اشْتَكَتْ = نَامَتْ عَلىْ فَرْشِ النَّجَاسَةِ وَانْكَفَتْ
تَشْكُو المَجَاعَةَ وَالسِّنِيْنَ ، بِهَا اكْتَوَتْ = وَتَقُوْلُ مَا بَالُ السَّمَاءِ تَكَدَّرَتْ!
وَالله يَدْعُوْهَا فَلوْ هِيَ آمَنَتْ = وَبَنَتْ عَلىْ آيَاتِهِ وَاسْتَغْفَرَتْ
لَتَدَفَّقَتْ خَيْرَاتُهَا ولأَبْلَقَتْ = أَبْوَابَهَا ، وَالأَرْضُ طَوْعاً أَقْبَلَتْ
لَوْ أَنَّهَا للهِ آبَتْ وَابْتَغَتْ = رَحَمَاتِهِ لَتَنَزَّلَتْ وَلأسْبَغَتْ
لَكِنَّها عَنْ ذِكْرِهِ قَدْ أَعْرَضَتْ = هَلْ يَرْفَعُ الضُّرَّ الدُّعَاءُ إِذَا دَعَتْ؟!
إلا إذا ثابَتْ إِلَيْهِ وَوَحَّدَتْ = وَعَلىْ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ تَوَحَّدَتْ
وَمَضَتْ عَلىْ هَدْيِ الكِتَابِ وَأذْعَنَتْ = وَتَذَاكّرَتْ كَلِمَاتِهِ وَتَمَعْنَتْ
وَسَعَتْ لِنُصْرَةِ دِيْنِهَا واسْتَرْشَدَتْ = وَاسْتَجْمَعَتْ كُلَّ القُوىْ وَتَحَشَّدَتْ
هَذِيْ سَبِيْلُ اللهِ لَوْ هِيَ أسْلَمَتْ = وَاسْتَمْسَكَتْ بِكِتَابِهِ لاسْتُخْلِفَتْ
وَاسْتَرْجَعَتْ عِزّاً تَلِيْداً وَانْجَلَتْ = أَحْزَانُها بِوَغَىْ الجِهَادِ وَجَلْجَلَتْ
وَعَلا النِّدَاءُ مُجَدِّداً هِمَماً خَوَتْ = وَمُبَدِّداً جَبَرْوتَ أَقْوَامٍ غَوَتْ
لَتَنَزَّلَ النَّصْرُ المُبِيْنُ وَلاعْتَلَتْ = قِمَمَ الجِبَالِ الشَّاهِقَاتِ وَمَا عَلَتْ
فَالنَصْرُ يَنْزِلُ إنْ أطاعَتْ وَارْتَضَتْ = حُكْمَ الشَّرِيْعَةِ فِيْ الحَيَاةِ وَما اقْتَضَتْ
يَا أُمَّةَ الإسْلامِ هَا قَدْ آذَنَتْ = شَمْسُ الخِلافَةِ بِالشُّرُوْقِ وَأذَّنَتْ
شَقَّ الغُبَارَ سَنَا ضِيَاهَا وَانْجَلَتْ = وَسَمَتْ لِتَنْشُرَ دِفْئَهَا وَتَأَلَّقَتْ
عَادَتْ لِتَسْطُعَ فِيْ الفَضَاءِ فَأَرَّقَتْ = نَوْمَ الطُغَاةِ بِنُوْرِهَا حَيْثُ ارْتَقَتْ
تَرْنُوْ إليْهَا ثُلَّةٌ قَدْ حُرِّرَتْ = مِنْ كُلِّ فِكْرٍ شَائِبٍ وَتَحَرَّكَتْ
وَاسْتَخْلَصَتْ تِرْيَاقَ دَائِكِ وَانْبَرَتْ = لِتُعِيْدَ عِزَّتَكِ الَّتِيْ قَدْ أَدْبَرَتْ
وَاسْتَعْصَمَتْ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَبْشَرَتْ = بِالوَعْدِ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ وَبَشَّرَتْ
وَدَنَتْ إِليْكِ بِوَعْيِهَا وَتَقَدَّمَتْ = وَمَشَتْ عَلىْ دَرْبِ النَّبِيِّ بِهِ اقْتَدَتْ
رَفَعَتْ لَدَيْكِ نِدَاءَهَا وَاسْتَنْصَرَتْ = وَدَعَتْ لِمَجْدِكِ فِيْ الوَرَىْ وَاسْتَبْصَرَتْ
فَمَتَىْ تَعُوْدِيْ لِلكِتَابِ ، تَحَقَّقَتْ = بُشْرَىْ الرَّسُوْلِ .. خِلافَةً قَدْ رُشِّدَتْ
كَتَبَها سَيْفُ الحَقّ