قصيدة للأخ أبي المجد بعنوان لاح الصباح
لاحَ الصَّبَاحُ
لاحَ الصَّبَاحُ بِنورِهِ الوَضَّاحِ = سُبحانَ رَبِّكَ فَالِقِ الِإصْبَاحِ
هَبَّتْ نَسائِمُهُ وَأَذَّنَ فَجْرُهُ = فَاصْدَعْ بِذِكْرِ اللِه يا ابنَ رَبَاحِ
مَالَ الصَّبَا بِفُرُوعِ أَزْهارِ الرُّبَى = فَتَخَطَّرَتْ في قَدِّهَا المَيَّاحِ
وِتَوَضَّأتْ بِالطَّلِّ بَلَّلَ َخَدَّهَا = عَبَقَتْ بِطِيْبِ أَرِيجِهَا الفَيَّاحِ
وَالطَّيْرُ صَادِحَةٌ تَدُورُ مَعَ النَّدَى = رَشَفَتْ صَبُوحَ الفَجْرِ دُونَ جُنَاحِ
دَفَّتْ على أَغْصَانِهَا وَتَهَيَّأَتْ = تَغْدُو بِشَوْقٍ تَنْتَشِي بِرَوَاحِ
خَلَعَ الضِّيَاءُ عَلى السَّنَابِلِ حُلَّةً = مِنْ عَسْجَدٍ مَنْثُوَرَةٍ بِأَقَاحِ
فَتَخَالَُهَا لُجَجَاً تَمُوجُ مَعَ الهَوَا = لَطَمَتْ فُؤَادَ السَّابِحِ المَلَّاحِ
أو رُبمَا جَيْشٌ تَأهَّبَ لِلعِدى = يَعدُو عَليهِ بِعَاسِلٍ ذَبَّاحِ
فَيَذوبُ في الأشْواقِ تَأخُذُهُ الرُّؤَى = لملاعب الفرسان والنُّضَّاحِ
بَيْنَ الظُّبَا وَتَقَصُّفِ المُرَّانِ = وَتَشَابُكِ الأَرْمَاحِ بالأَرْمَاحِ
وَتَقَطُّعِ الأَوْدَاجِ بِالأوْشَاجِ = وَتَنَاوحِ الأَرْوَاحِ بِالأَرْوَاحِ
وعِناقِ كل مُقَنَّعٍ بمقنعٍ = وَشَبَا السُّيوفِ على وَريدِ وَقَاْحِ
اللهَ ما أَحْلَى الحَيَاةَ بِعِزَّةٍ = بينَ الطِّعَانِ وَضَرْبَةٍ بِصِفَاحِ
فَدَعِ المَهانَةَ وَلتقاوِمْ مُنكَرَا = وأْمُرْ بِمعروفٍ تَفُزْ بِفَلاحِ
لا خَيْرَ في عَيْشِ الجَبَانِ يِروعه = رَفُّ الحَمَامِ إِذا هَفَا بِجَنَاحِ
وانْفُضْ غُبَارَكَ ,خُذْ بِنَاصِيَةِ العُلَا = يا ابنَ الكِرامِ أَرُومَةَ الفُتَّاحِ
فَإلى متى تَأسَى على مَجْدٍ مَضَى = تَبْكِي عليهِ بِمَدْمَعٍ سَفَّاحِ
وَعَلامَ تَخْضَعُ أو تُقادُ لِمُجرمٍ = أَخْنَى عَلَيْكَ بِحاقدٍ سَفَّاحِ
هَتَكَ الطَّهارَةَ ثُمَّ جَاءَ بِفِتْنَةٍ = ذَبَحَتْ دُمُوعَ العَينِ ذَبْحَ أَضَاحِي
جَعَلَ العِبَادَ مَطِيَّةَ الكُفَّارِ = وَأتَى بِكُفْرٍ في البِلادِ بَرَاحِ
فَأَخَذْتَ تَنْهَلُ مِنْ غُثَاءِ عُقُولِهِمْ = تَشْفِي غَلِيلَةَ قَارِحٍ مِلْوَاحِ
وَتَغُبُّ مِنْ كَاسِ المَهَانَةِ وَالخَنَا = تَرْوي الظَّمَا مِنْ آسِنِ الضَّحْضَاحِ
هذي الخِلافَةُ أَشْرَقَتْ أنوارُهَا = حَتَّامَ تُنْكِرُ نُورَهَا وَتُلاحِي
حَتَّامَ تَغْرَقُ في الكَرَى وتَظُنّ أَنَّ = اللَّيْلَ بَاقٍ مَا لَهُ مِنْ مَاحِي
وَبِأَيِّ مَعْذِرَةٍ تُكَذِّبُ حُجَّةً = شَهِدَتْ لَهَا الآيَاتُ بِالإِفْصَاحِ
فَهِيَ السِّياسَةُ والرِّياسَةُ والإبا = وَهِيَ القَنَا للعَسْكَرِ المُجْتَاحِ
وَهِيَ الرِّعَايَةُ والوِقَايَةُ والحِمَى = وَبِهَا تُقامُ شَريعَةُ الفَتَّاحِ
وَبِهَا نَذُبُّ عَنِ الحَبِيْبِ مُحَمَّدٍ = مِنْ كُلِّ كَلْبٍ لاهِثٍ نَبَّاح
تَاجُ الفُروضِ وَزينَةُ الأحْكامِ والدّ = رُّ المُطَرَّزُ فِيهِمَا بِوِشَاحِ
فَلَتَشْهَدُنَّ بِكُلِّ أرضٍ رَحْمَةً = فيها يُقَامُ الدِّينُ بالإصلاحِ
هَذيْ الخِلافَةُ قد أَظَلَّ زَمَانُهَا = فَتَزَيَّنِي يَا نَفْسُ للأفراحِ
فاللهَ ما أحْلى الحَيَاةَ بِعِزَّةٍ = بينَ الرَّصاصِ وَرَشْقِهِ الَّلمَّاحِ
بينَ القَنَابِلِ والصَّوارِخِ واللظَى = وَشُوَاظِهِ المُتَلَهِّبِ اللّفَاحِ
بينَ المَدافِعِ والقَوَاذِفِ والبِلى = وَتَزَلزُلِ الصُّفَّاحِ فَوْقَ بِطَاحِ
أَمْرَانِ مَا اجْتَمَعَا لِِعِزَّةِ أُمَّةٍ = إلا عَلَتْ فَوْقَ السَّمَا بِجَنَاحِ
حُكْمٌ بِدِينِ اللهِ ثم مَنَازِلُ ال = أبطالِ في سُوحِ الوَغى بِسِلاحِ
لا خيرَ في عَيْشِ امرئٍ إِنْ لَمْ يَكُنْ = شَاكِي السِّلاحِ بِقُوَّةٍ وَكِفَاحِ
فَالْحَقْ بِرَكْبِ العَامِلِينَ فَإِنَّهُمْ = مَاضُونَ نَحْوَ العِزِّ في إِلْحَاحِ
وَأَزِلْ سِتَارَكَ عَنْ بَشَائِرَ أَسْفَرَتْ = وَأَمِطْ لِثَامَكَ عَنْ صَبَاحٍ ضَاحِي
كَتَبَها أبُو المَجْد
جِنِيْن – فِلَسْطِيْن