Take a fresh look at your lifestyle.

حتى الأمن الداخلي في بلادنا تحشر فيه أمريكا أنفها

 

 

حتى الأمن الداخلي في بلادنا تحشر فيه أمريكا أنفها

 

الخبر:

بعد يوم واحد فقط من قرار لمجلس الأمن والدفاع، الذي انعقد برئاسة الفريق البرهان، بالاستعانة بالأصدقاء لكشف المتورطين في محاولة اغتيال رئيس الوزراء (حمدوك)، أعلنت وزارة الداخلية السودانية، مساء الثلاثاء عن وصول فريق أمن من مكتب التحقيقات الفدرالي “FBI”، للمساعدة في التحقيقات التي تجريها السلطات حول محاولة الاغتيال. (صحف ووكالات).

التعليق:

هذه ليست الزيارة الوحيدة المعلنة التي توفد فيها أمريكا فريقا من مكتب التحقيقات الفدرالي إلى الخرطوم، فقد أرسلت في العام 2008 مندوبي المكتب للمساعدة في التحقيق في اغتيال الدبلوماسي جون غرانفيل، ولن تكون الأخيرة، طالما هناك مذكرات تفاهم موقعة في كانون الثاني/يناير 2018م، بين وزارة الداخلية السودانية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي الـ إف بي آي، للتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الجريمة العابرة للحدود والمنظمة، وتبادل المعلومات وتقديم المساعدات الفنية في مجال التحقيقات الجنائية. والغرض من هذا كله، حسب زعم مساعد المدير الإقليمي لمكتب التحقيقات الفيدرالي بشرق أفريقيا جيفري ووكر، هو تحقيق نتائج جيدة في مجال مكافحة الجرائم الجنائية، ومكافحة (الإرهاب)، وقال إنهم سيعملون من أجل جعل السودان وأمريكا بلدين آمنين.

نحن نعلم أن أمريكا لا تزال كفتها راجحة في السودان عبر العسكر الموالين لها، لذلك كان قرار مجلس الأمن والدفاع السوداني هو فتح الباب لأمريكا، باسم الأصدقاء، وهي رسالة للفريق المدني الموالي لبريطانيا التي تصارع من أجل إعادة نفوذها القديم، عبر المدنيين في الحكومة الانتقالية.

أما محاولة اغتيال رئيس الوزراء (حمدوك)، وبغض النظر عن صحة الرواية من كذبها، إلا أن الأمريكان والأوروبيين، عادة ما يتصيدون هذه الأجواء، بل ويصنعونها، لكسب الجولات لصالحهم، وإعطاء صورة مشرقة عن دولهم للشعوب الأخرى. وهذا ما حصل، فقد وصف مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشئون مكافحة الإرهاب، مارشال بيلينغسي، خلال لقاء جمعه بوزير الدفاع السوداني، استهداف رئيس الوزراء بالعمل الجبان، وأعلن عن عزمه تقديم الدعم الممكن للسودان، وقال إن بلاده ستقف إلى جانب الخرطوم للتغلب على المصاعب والتحديات التي تحيط بها. فهو ينافق، ويريدنا نحن أن نصدقه، ألا يعلم أن السودان لا يزال تحت القائمة الأمريكية السوداء منذ قرابة الثلاثة عقود؟! وقد رأينا أنه كلما استجابت الحكومة لبعض مطالب واشنطن، تجدد أمريكا مطالب أخرى، لأغراض تتعلق بمخطط تركيع أهل السودان وتقسيمه إلى دويلات هزيلة!

إن ادعاء الحرص على أهل السودان، والتباكي على مستقبله وأمنه واستقراره لا يمكن تصوره عبر المستعمر الأمريكي، وإجرامه، وحصاره الذي يلدغ كل بيت في السودان، لأننا نعلم حجم البغضاء الذي يبدونه من أفواههم، وما يكتمونه في صدورهم أكبر، لذلك نقول إن الأمة الإسلامية بإذن الله، بصدد قطع هذه الحبال التي تكبلون بها عملاءكم، لأن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هي دولة راعية لشئون رعاياها وأمنهم، ولن تسمح للعدو أن يحشر أنفه في شئونها الداخلية أو حتى الخارجية.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يعقوب إبراهيم (أبو إبراهيم) – الخرطوم

 

2020_03_14_TLK_4_OK.pdf