Take a fresh look at your lifestyle.

نَفائِسُ الثَّمَراتِ أيها المسلمون

 

 

نَفائِسُ الثَّمَراتِ
أيها المسلمون

 

 

إن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا أمراً جازماً مقروناً بالفلاح، للدلالة على الوجوب لأن نكون في أحزاب أو جماعات بمواصفات شرعية محددة، للقيام بعمل شرعي واجب، فقال جل من قائل: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، ففي هذه الآية أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين أمراً جازماً أن تكون منهم أمة؛ أي جماعة، والجماعة سميت أمة لاجتماعها على مقصدٍ واحد وهو الحزب كما في لسان العرب: أنه الصنف من الناس. والحزب جند الرجل وجماعته، وحزبُ الرجل: أصحابه الذين على رأيه. أما في الاصطلاح فإن الحزب هو: (تكتل أو تجمع يقوم على فكرة كلية أو جزئية آمن أفراده بها، يراد إيجادها في الواقع). من هنا كان أساس الحزب فكرته التي يقوم عليها، لذلك فإن المطلوب في هذه الآية من المسلمين أن يتكتلوا على أساس فكرة الإسلام؛ أي الدعوة إلى الخير، (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولما كان الإسلام غائباً عن واقع الحياة في موضع التطبيق والتنفيذ، كان الأولى التكتل لإيجاد الإسلام في واقع الحياة بالعمل لاستئناف الحياة الإسلامية التي تتحقق بإقامة الخلافة الراشدة، ولما كان هذا الأمر بإقامة حزب أو أكثر الوارد في الآية هو للقيام بواجب، أي الدعوة للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان العمل مع الحزب الذي يقوم بهذا العمل واجباً، خاصة مع اقتران الأمر بالفلاح المقصور على القائمين به دون سواهم.

 

وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ