نَفائِسُ الثَّمَراتِ
الإسلامُ لا يكونُ إلاَّ بالخلافةِ
أيها المسلمون: لِنجعَلَ من إقامَةِ الخلافةِ قضيَتنا المَصيريَة َالتي نبذلُ في سَبيلِهَا النفسَ والنفيسَ، ونفتديها بالمُهجِ والأرواحِ, ولنْ نـَحيدَ عنها قيدَ أنمُلةٍ ما حيينا, امتثالاً لقول الرسولِ الأكرمِ صلى الله عليهِ وسلمَ: ( يا عَمُّ: واللهِ لو وَضَعوا الشمسَ في يَميني والقمرَ في يَساري على أن أترُكَ هذا الأمرَ ما تركتـُهُ حتى يُظهـِرَهُ اللهُ أو أهلـَكَ دونهُ).
فالإسلامُ لا يكونُ إلاَّ بالخلافةِ، ولن يسودَ إلاَّ بهَا.
فإلى بناءِ الحِصنِ الحَصِينِ, والقصرِ المشيدِ، والرُكن ِالشديدِ, ندعوكُم أيُّها المُؤمنون.
فبها العزُّ والمجدُ، وبها الرفعةُ والسُّؤدُدُ، وبها يَنصُركُم ربُّكُم، فيرضى عنكم أهلُ الأرض، وتستغفرُ لكم ملائكةُ السماء، فتفوزوا في الدارين.
ألا فاعلموا عبادَ اللهِ يرحمني وإيَّاكمُ الله: أنَّ الخطبَ جللٌ، وأنَّ المصيبةَ عظيمةٌ, وأنَّ العملَ المطلوبَ ضخمٌ في حجمهِ، كبيرٌ في أجرهِ، صعبٌ أداؤهُ، جزيلٌ ثوابُهُ، يتطلبُ فقهاً دقيقاً، ومهراً غالياً، وصبراً متناهياً، وحيلةً واسعةً, فهل من مُشمرٍ لها.
فالخلافةُ هيَ قطرةُ الماءِ التي تنزلُ على الأرضِ المقحلةِ الجدباءِ فتحييها من موات.
وهي البلسمُ الشافي لأسقامٍ ألمَّت بالمسلمينَ، بل بأهلِ الأرضِ جميعاً.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ