فيروس كورونا والنظام الرأسمالي
(مترجم)
الخبر:
أشعل تفشي فيروس كورونا Covid-19 في الاقتصاد العالمي حالة اضطراب حرجة. اتخذت البنوك المركزية الرائدة في العالم، وخاصة البنك المركزي الأمريكي، قراراً بخفض أسعار الربا وإجراء التوسع النقدي كما حصل في أزمة عام 2008. إنها أزمة فريدة، وفقا للأخصائيين، لا يوجد لها مثيل في تاريخ الاقتصاد العالمي المشترك، كما أن تأثيرات هذا التفشي سيلحق أضراراً دائمة بالاقتصاد العالمي. (DW، 2020/03/17).
التعليق:
في الأيام الأخيرة من شهر كانون الأول/ديسمبر، انتشر فيروس Covid-19، الذي شوهد لأول مرة في مدينة ووهان الصينية، في جميع أنحاء العالم. منذ الأيام الأولى، من ظهور الفيروس، تعاملت وسائل الإعلام العالمية مع القضية من وجهات نظر مختلفة. ففي حين قال البعض إنه فيروس مختبري أنتجته أمريكا لإضعاف الصين، قال بعض العلماء إن بنية الحمض النووي للفيروس ليست من النوع المختبري وتتغير باستمرار. بغض النظر عمن أو كيف ظهر الفيروس، فإنه في يوم 21 آذار/مارس 2020، وفقاً للسجلات الرسمية “بلغ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا 244.523. في حين إن عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم كان 10031، وتم شفاء 86000 شخص عن طريق تلقيهم العلاج. (جريدة حريات). في المؤتمر الصحفي الذي عقد في جنيف في 12 آذار/مارس، أعلن تيدروس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن فيروس كورونا، الذي شوهد في أكثر من 100 دولة في العالم، يعتبر وباءً وقد تفشى عالمياً. في هذه المرحلة، تأثرت أمريكا والعالم كله، وخاصة الدول الأوروبية بشكل خطير بهذا الفيروس. بدون الخوض في الموضوع، أود أن أوضح بعض النقاط:
1. عندما ظهر هذا الفيروس لأول مرة في الصين، أرادت وسائل الإعلام العالمية بقيادة الولايات المتحدة تحويله إلى فرصة لهم. بصرف النظر عن كيفية ظهور الفيروس أو كيفية إنتاجه، قاموا بإعداد لعبة، ولكن هذه اللعبة قد ارتدت عليهم أيضاً. كيف؟
2. لقد هز فيروس كورونا بشكل خطير جميع الأنظمة، وخاصة في الغرب الرأسمالي. لقد خفضت نسبة الربا وسعر النفط الذي أبقته أمريكا فوق خمسين دولاراً. وبما أنه كان له تأثير صادم للغاية على اقتصادات العالم، فإن تأثيره لا يزال مستمراً بشكل متزايد.
3. أظهر الفيروس أن النظام الرأسمالي نظام ضعيف للغاية وغير مستقر. في الواقع، بسبب الفيروس، في أمريكا، التي تعتبر أقوى اقتصاد في العالم، من خلال الوقوف لأكثر من نصف ساعة مع مساعديه، كان على ترامب إقناع الجمهور عن طريق الكذب. لأن نظامهم، بلا شك، يشبه بيت العنكبوت كما أخبرنا ربنا. ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
4. أظهر الفيروس التاجي أن الفخاخ التي قام بها جميع الكافرين، بغض النظر عن جانبهم، ستفشل تماماً أمام قوة وجبروت الله عز وجل. لأن الله سبحانه لديه جيوش مرئية وغير مرئية على الأرض وفي السماء. ﴿وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾.
أولئك الذين يحاولون بث الخوف واليأس في قلوب المسلمين وينجذبون إلى الكفار، وخاصة إلى أمريكا، حيث إنها القوة العظمى، المسيطرة على كل شيء، ولديها أسلحة خفيفة وثقيلة، عليهم الآن أن ينظروا إلى صاحب السلطة الحقيقي. لأن هذا الفيروس ترك العالم كله عاجزاً، فعلى الرغم من تعاونه المكثف وعلى الرغم من امتلاكه لأحدث التقنيات فقد تحول هذا الفيروس إلى “قوة غير مسيطر عليها”.
5. يجب أن يُنظر إلى هذا الفيروس على أنه فرصة عظيمة وتحذير للمسلمين في جميع أنحاء العالم. يجب اعتباره فرصة عظيمة لأن الفيروس، الذي من المستحيل رؤيته بالعين، قد كسر ظهر نظام الكفر وأظهر مدى ضعفه. لذلك، يجب على المسلمين العمل بكل قواهم لاستعادة دين الله، لاستعادة الخلافة التي هدمت قبل 99 سنة، دون خوف من أحد إلا من الله عز وجل. فمما لا شك فيه أن وعد الله حق ونأمل أن يكون الوضع الذي نحن فيه الآن هو الوقت المناسب لذلك.
6. وأخيراً، في حديث صحيح رواه مسلم في كتاب الإمارة، قال رسول الله e: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقّاً عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَاماً فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حنفي يغمور
#كورونا
#Covid19
#Korona