Take a fresh look at your lifestyle.

فيروس كورونا جعل القوى العظمى تقبع مكانها

 

فيروس كورونا جعل القوى العظمى تقبع مكانها

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أمريكا: فيروس كوفيد-19 يضرب الاقتصاد، فالعمال وأصحاب الأعمال يتساءلون إذا كان هناك أي شيء يمكنه أن ينقذهم من كارثة مالية (تايم). في الوقت الذي أصبح فيه نقص وسائل الحماية حرجا جدا لدرجة أن مسؤولي المستشفيات أصبحوا يبحثون بشدة عن كمامات مصنوعة منزليا من المجتمع. (نيويورك تايمز)

 

التعليق:

 

إن مأزق الناس الذين يعملون من أجل سداد ديونهم، وفوق هذا وجوب دفعهم لضرائب ونسبة للضمان الاجتماعي، كل هذا فقط ليكتشفوا أنه في وقت الطوارئ فإن الأسر الأمريكية المتوسطة الدخل ستُترك دون أي خطة دعم أو أموال إغاثة تمكنها من الحصول على الضروريات، أو حتى في حال قدوم الأسوأ، أنه سيكون عليهم الاختيار بين الطعام أو الرعاية الصحية. إن هذا من أفظع ظروف الحياة التي قد يواجهها شعب أغنى دولة في العالم. إن المبدأ الأساسي يحمل كل الأخطاء والنواقص للعالم، فالرأسمالية هي فردية بطبيعتها ولا مجال لأي تصحيح من شأنه أن يغير من وجودها. إن الكم الهائل من النقد الذي تتعرض له من الجموع الشعبية يدفعهم لترقب ماذا وكيف ستقوم الحكومة الأمريكية بالتعامل مع التداعيات الاقتصادية والوبائية. هناك نوع من التهدئة في أعمال ترامب الذي يقوم بالمفاوضة. فالولايات المتحدة لا تملك دولة صناعية يمكنها الاعتماد عليها لتدفق العائدات، حيث إن الضرائب هي المصدر الأول لعائداتها. فهنا السوق الحرة وتخصيص الصناعة والمصادر الطبيعية كلها استولت عليها جيوب الرأسماليين؛ متسببين بذلك باتساع الهوة العميقة أصلاً بين الطبقتين الغنية والكادحة، فالأغنياء يكنزون أموالهم دون أن يتحملوا أي مسؤولية مجتمعية، خصوصا أن بعض الشركات العملاقة لا تدفع أذونا مرضية كافية كما أنها لا تقوم بتوفير رعاية صحية لموظفيها والمعتمدين عليها. وهناك دعوة لاقتراض بعض استراتيجيات سياسة الرعاية الصحية وتدابير الإغاثة الاقتصادية من حكومات أخرى، إلا أن الأغلبية تغمض عيونها عن هذه الدعوات مما جعل الناس أكثر فقرا وغير قادرين على الحصول على العلاج المطلوب! إن هذا الأمر سيدفع الناس لاتخاذ إجراءات راديكالية متطرفة، لأن المعدة عندما تجوع وعندما يصبح الأطفال بحاجة لمن يطعمهم ويتم حجب شيكات الذين يعانون من البطالة، كل هذا في الوقت الذي تكون فيه الحكومة غير قادرة على الإيفاء باحتياجاتهم بالسرعة الكافية، من شأنه أن يسرّع من عمليات العصيان والبحث عن بدائل.

 

فعندما يكون الشعب ضعيفا يدفع ما عليه للحكومة ثم لا يجد أي شعور بالأمن، فإن ذلك يكشف له طبيعة حكومته وقيادته الفاسدة. ووباء فيروس كورونا جعل من هذا أمرا للنقاش، حول كيف ستتمكن أمريكا من السيطرة على الوضع اليوم وفي المستقبل القريب أيضا. فخبراء الرعاية الصحية يعانون من نقص معدات الأمان لحمايتهم بشكل ملائم من عدوى الفيروس. فأمريكا تعتمد أساسا على الواردات بسبب رخص العمالة في الخارج، الأمر الذي تأخر كثيرا بسبب الوباء. وهذا يتركنا للتساؤلات الآتية، لماذا تقوم الشركات المصنعة ومصنعو الأدوية بالإبطاء بإنتاج العناصر المطلوبة كأقنعة الوجه، وبذلات الحماية، ومواد التعقيم… الخ؟ إن العاملين بالمستشفيات يصنعون أقنعة الوجه باستخدام أدوات مكتبية في ظل النقص الذي تعاني منه أمريكا. “نحن لا نحصل على لوازم جديدة ومتاجرنا استنفذت تقريبا”. هذا عنوان مقالة إخبارية أبرزتها بلومبيرغ، حيث إن الطاقم يبذل جهده في عمل أقنعة وجه مؤقتة باستخدام أدوات مكتبية متوفرة. هذا هو الحال في أكثر أمم العالم تقدما وثراء! فحياة الطواقم الطبية معرضة للخطر بسبب نقص اللوازم، حيث إنهم بعودتهم إلى عائلاتهم وبيوتهم فإنهم قد يكونون السبب في نشر الفيروس خارج المراكز الطبية.

 

فما البديل لهذا المبدأ المسيطر؟ في ظل دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة، ستكون الصناعة قائمة على أسس عسكرية، وفي هذه الحالة فإن الدولة ستنتج مقدما معدات حماية لمهنيي الصحة إضافة إلى المدنيين لحمايتهم من الأذى؛ وبالتالي لن تتأخر ولن تتخلف كما حصل اليوم مع الحكومات الرأسمالية التي تستجدي متطوعين لخياطة أقنعة الوجه. “هل هي بذات درجة كفاءة الـN95؟ لا… نحن لا ندعي أنهم كذلك. فلو كان عندنا كل الـN95 الموجودة في العالم، سيكون الأمر رائعا. لكن هناك نقص في الوقت الحالي”. (إن واي تي)

 

إن سياسة دولة الخلافة تقوم على الأحكام الإسلامية القائمة على الأدلة الشرعية التي تضمن تأمين احتياجات ورفاهية رعاياها، سواء أكان ذلك في أزمة اقتصادية أم كان وباء كما هو الحال مع فيروس كورونا اليوم. ففي مسودة دستور دولة الخلافة، تنص المادة 125 على أنه “يجب أن يُضمن إشباع جميع الحاجات الأساسية لجميع الأفراد فردا فردا إشباعا كليا. وأن يُضمن تمكين كل فرد منهم من إشباع الحاجات الكمالية على أرفع مستوى مستطاع”. حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّـهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ فكنز المال محرم والدولة ستأخذ إجراءات سريعة لضمان أن الاقتصاد مستقر على النقيض مما نراه اليوم عند الرأسماليين أصحاب المليارات ونظامهم الذي يدعمهم. كما أن نظام الرعاية الصحية في دولة الخلافة سيكون على أهبة الاستعداد للتعامل مع أية حالة محتملة، نابعا ذلك من حديث رسول الله r: «الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (متفق عليه). الأمر الذي سيحقق الرضا والاطمئنان لرعايا الدولة الإسلامية بدلا من الجنون وعدم الثقة في أوقات الوباء كما نشهده اليوم؛ “نفسي نفسي”!

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

منال بدر

 

#كورونا

#Covid19

#Korona

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

#YenidenHilafet

2020_04_01_TLK_1_OK.pdf